كتاب توثيقي صدر للأستاذ إبراهيم مفتاح العريبي عن وزارة الثقافة والتنمية المعرفية، متضمناً جوانب مهمة من سيرته العملية في مجال الثقافة والمسرح والإذاعة، ومعززاً بالعديد من الوثائق والصور الفوتوغرافية، والصحفية المستنسخة، والشهادات المكتوبة من زملاء وأصدقاء الوسط الفني المسرحي والإذاعي والصحفي.
ويبرز هذا الكتاب الضخم الذي جاء في 539 خمسمائة وتسعة وثلاثين صفحة من الحجم الكبير، رحلة علم من أعلام الوسط الفني في ليبيا، امتدت لعقود زمنية مكللة بالريادة والجدية والمثابرة فنالت العديد من التكريمات والشهادات الشخصية المثنية على جهوده في العديد من المناصب التي تولاها في مجال الإعلام والمسرح والإذاعة.
ويحسب للأستاذ إبراهيم العريبي الذي يوصف برجل المهمات الصعبة تأسيسه لأول إذاعة محلية في ليبيا وهي (إذاعة بنغازي المحلية) وكذلك رئاسته لمهرجان النهر الصناعي الذي تواصل على مدى عام كامل بفعاليات متعددة ومتنوعة في ربوع ليبيا كافة، وكذلك إطلاقه المهرجان الأول للمسرح في بداية سبعينيات القرن الماضي.
واستهل المؤلف كتابه بتقديم من الأديب الأستاذ سالم العبار رئيس تحرير جريدة أخبار بنغازي تحت عنوان (كيف نقدم من تقدمنا جميعاً في عمل من ألم وأمل؟) ثم يطالعنا الإهداء الذي خص به أسرته بداية من والديه وأبنه وإخوته وزملائه وجميع الأصدقاء الذين دعموه خلال مسيرته المكللة بالنجاحات العديدة. وبعد ذلك يستعرض المؤلف محطات من تاريخ المسرح في ليبيا من خلال مقالة مطولة أبرز فيها مسيرته ودوره بين جنباته منذ ستينيات القرن العشرين الماضي.
وإثر سيرته الشخصية تظهر الفصول الخمسة من الجزء الأول من الكتاب والتي جاءت في مائتين وأربعة وخمسية صفحة (254) كالتالي:
الفصل الأول: بعنوان (نبذة عن حياتي الشخصية).
الفصل الثاني: بعنوان (تجربة العمل المسرحي) وتضمن: عملي في الإعلام والثقافة وانعكاسه على تطور المسرح الليبي، والفرق المسرحية في ليبيا، والاستعانة بالخبرات العربية في مجال المسرح.
والفصل الثالث: بعنوان (الخطط الإعلامية) وتضمن خطة إدارة التمثيل بالإذاعة، والخطة الإعلامية الثقافية.
والفصل الرابع: بعنوان (المهرجانات) وتضمن مهرجان النهر الصناعي الأول، ومهرجان المدينة الثقافي، المهرجان المسرحي الوطني الأول، ومهرجان المعركة الثقافي، ومهرجان الفنان بشير فهمي للمسرح.
والفصل الخامس: بعنوان (مقالات صحفية وشهادات تكريم وشهادات تزكية من الأصدقاء والزملاء).
ويختتم المؤلف الجزء الأول من كتابه ببعض الصور التذكارية المتنوعة تبرز نشاطه وعلاقاته ومشاركاته في المهرجانات والمؤتمرات داخل ليبيا وخارجها.
وعلى نفس الجزء الأول جاء الجزء الثاني من الكتاب في (252) مائتي واثنثين وخمسين صفحة ظهرت في بدايته مقدمة عامة عن الإذاعات، ثم توطئة بقلم الدكتور عبدالجليل خالد، وبعد ذلك يبدأ تسلسل فصوله كالتالي:
الفصل الأول: بعنوان (مسيرتي الإذاعية- الإذاعة الليبية).
والفصل الثاني: بعنوان (الإذاعات الموجهة المسموعة).
والفصل الثالث: بعنوان (إذاعة بنغازي المحلية) وتضمن منشورات خاصة بإذاعة بنغازي المحلية وتشمل الدورات التدريبية وأسماء المشاركين والمحاضرين فيها، والخرائط البرمجية، والدورة البرامجية الرمضانية، وكذلك الصيفية والشتوية، وقائمة بالبرامج التي أنتجت وأذيعت.
والفصل الرابع: بعنوان (خاتمة عملي الوظيفي).
والفصل الخامس: بعنوان (مقالات صحفية وشهادات تكريم وصور تذكارية وشهادات تزكية من الأصدقاء والزملاء).
ثم شهادات الأصدقاء والتي من أبرزها شهادات (سالم العبار، سعد الجازوي، عطالله المزوغي، محمد بالراس علي، سالم الشيخي، وغيرهم)
وأخيراً الصور التذكارية وإهداءات ومراسلات.
ويعتبر هذا الكتاب توثيقاً مهماً لسيرة ذاتية للأستاذ إبراهيم العريبي بصفة خاصة وللوسط الثقافي والمسرحي والإذاعي بشكل عام، حرص على أن يعززها بالوثائق والصور مما يعكس مخزون إرشيفه المهم الذي يكتسب قيمة وأهمية بمرور الزمن وتعاقب الأجيال في هذا الوسط.
ومن المآخذ الفنية على هذا الكتاب أنه صدر عن وزارة الثقافة والتنمية المعرفية دون الإشارة إلى سنة الإصدار ولا رقم الطبعة، وهذه البيانات تعتبر ضرورية وأساسية في عالم النشر والتسجيل والترقيم الدولي. كما أن الكتاب لم يحمل عنواناً واحداً بل تعددت عناوينه فكانت على الواجهة الأمامية (العاشق: رحلة العمر عبر الثقافة والإعلام والإذاعات) وفي الصفحة الداخلية نجد عنواناً فرعياً يخص الجزء الأول المتعلق بالعمل في مجال الثقافة (العاشق: “أنا العاشق للفن والأدب .. وبالعلم والإرادة تخلق المعجزات” .. رحلة العمر عبر الثقافة) ثم في منتصف الكتاب يظهر العنوان الداخلي للجزء الثاني (العاشق: “أنا العاشق للفن والأدب .. وبالعلم والإرادة تخلق المعجزات” .. رحلة العمر عبر الإعلام والإذاعات)، ولكنه في جميع الأحوال يظل معلوماتياً مثرياً وتوثيقاً يستحق الإشادة والثناء، لأن العديد من طلاب كليات الفنون والمهتمين بالمسرح والفن والإذاعة في ليبيا سيجدون فيه الكثير من المحطات المهمة لدراستها واستعراضها بما يحقق أهدافهم. فالشكر كل الشكر للأستاذ إبراهيم العريبي على حفظه ذاكرتنا الوطنية الفنية والمسرحية وهنيئاً له بإرشيفه الشخصي الذي أبان مدى الحرص على المتابعة والتوثيق ولعل هذا يكون تنبيهاً للآخرين في إثراء ذاكرتنا الجمعية الوطنية.