(جدلية فكرية وفلسفية)
“الوحي يأتي من الله.. والالهام كذلك يأتي من الله”
و “ملاك الوحي.. شيطان الشعر.. نقيضان”
تبقي درجة الشفافية هي الصفة الفيصل والأكثر تأثيرا والتي ميزت كل الرسل والأنبياء عن سائر الكائنات البشرية، حيث أن ملاك الوحي الرباني لم يكن الا ملاكا واحدا، ولقد كان متمثلا في سيدنا جبريل عليه السلام، فهو أشهر ملاكا للوحي عرفته البشرية، وهو الذي وقع على عاتقه إيصال الرسائل السماوية على مختلف الرسل والأنبياء في حقب زمنية متباعدة ومتعاقبة وهو ملاكا واحدا اسمه (جبريل) سيدنا جبريل عليه السلام.
أما البشر فسيسمو بمقدار صفة الشاعرية المتلامسة مع مقدار الشفافية الموروثة أو المكتسبة بتعزيز دور الضمير والحرص علي النقاوة لتصل الي تلك الشفافية التي تميز الرسل وتمتع بها الأنبياء ، و قد يصلها الانسان بالاقتداء، وبتنقية النفس أو محاولة الاقتراب منها، وهذه الشاعرية أو الشفافية هي التي تسمو بتراتيل الكلمات الناسجة للنصوص الأدبية الخالدة أو التي ستخلد، وتدفقها ، مثل الذي أنزل به علي كبار المبدعين ونصوصهم اي نتاجهم الخالدة والمخلدة ، وأعتقد أن ملاك الشعر والكلمة الهابط بالإلهام أو الموصل للإلهام الشعري أو الأدبي، عند أي مبدع راق وسامي ، سيقترب من السمو بمكانة، ليصل الي النصوص أو النتاج الرباني للملاك الشهير سيدنا جبريل عليه السلام.
فقرين هذا الانسان المترفع عن الخطايا أو خطابه أو أدبياته، والناقل لإلهامه، متميزة ولا تصل إلا للذين يملكون شفافية أرقي وشاعرية أسمي من بقية الأنداد وإن تشابهت الفكرة عند المتميزين مثلا سنقول توارد خواطر او قبس من نور، لكنه هو نفس الملاك الأرقي أو القرين الأرقي الذي هبط بالإلهام الشعري أو الأدبي بشتى صنوفه على المبدعين.
وهذا يجعلنا نقول إن الشاعرية وقيمتها عند المبدع وتلامسها مع حدود الشفافية، هي التي تعطي التفوق الابداعي لهذا المبدع أو ذاك عن سائر المبدعين.
وتتدرج درجة النقاوة ما بين الموهوبين والمبدعين وأصحاب الملكات والنعم والرسل حتى يظهر لنا الاختلاف
هذا في الكينونة البشرية أما في عالم الورائيات فهي تختلف في كينونات الملائكة والقرين والشياطين وتسخير الجان الذي ينسب اليه العبقرية او يتشارك معه في صفة العبقرية بدليل ما ذكر في التاريخ عن وادي عبقر المليء بالجان الناقل للعبقرية كما يشاع وأن استحضار هذا الجان والسيطرة عليه يظل متاحا بألاعيب السحر ليسخر في جلب الحكايا واسرار الخلق كذلك.
فاذا تخلي الانسان الموهوب عن نقاوته سيقترن به قرين سيء هو بصفاته أقرب الي الشياطين، ولذلك ظهر ما يعرف بشيطان الشعر وهو التعريف الانسب للقرين الذي يحمل الهاما ضعيفا ورديئا من حيث القيمة الي شخصا موهوبا ينحدر في سلوكياته الغير ظاهرة الي اللا اخلاقيات.
ومع ظهور نظرية فيزيائية جديدة تحمل اسم (نظرية الفمبتو ثانية) للمفكر والمنظر المصري الدكتور (أحمد زويل) والحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، سنتمكن بتطبيقات بعض من نظريته الي ايجاد آلة تصوير دقيقة جدا نستطيع بها رصد والتقاط صورة في أقل من الجزء من الثانية نستطيع بها تصوير الماورائيات ومنها القرين والجان وحتى الشيطان بجلالة قدره كذلك.
وهنا نعود لنؤكد حقيقة مفادها أن:
“الوحي يأتي من الله
وللإلهام الإيجابي القيمي كذلك يأتي من الله “
وبالتالي سننبه الي حقيقة مفادها أن من يقترف فعل سرقة قول أو قصة أو فكرة من شخص أخر وينسبها له بأنه ظالم مقترف ويرقي ليكون شيطانا رجيما وسينال عقابا من الله عاجلا أو آجلا.
لماذا؟
ببساطة لأن الإلهام الايجابي القيمي يأتي بأمر الله وقدرته لتصل بعض الخلق ليميزهم عن غيرهم من البشر والإلهام قد يأتي كما هو معروف سيأتي في شكل (فكرة أو شعر او نثر أو مقالة أو خاطرة أو قصة أو حكايا أو رواية أو قول أو حكمة أو اختراع الخ) فلا يجوز التعدي عليه بالسرقة ونسبه لنفسك لأنك هنا سوف ترتكب أو تقترف فعل خاطئ ك سرقة الهدية المعطاة من الله الي بعض البشر، وبالتالي سيعاقبك الله تعالي ولن يشفع لك أي شفيع، في لحظة من لحظات القدر التي هي ليست في صالحك.
…ودعونا نتخيل أحدهم يسرق آيات الله أو غيرها من الوحي ويدعي النبوءة بدلا من الرسل!!،
فالوحي يأتي من الله
والالهام يأتي من الله كذلك.
فاذا لم تنسب الفكرة من مصدرها فالجاني كاذب وسارق ومتعدي علي عطايا الله التي ينعم بها الله علي بعض من خلقه.
ومن أنواع العقاب أن يتم موت المتعدي بوباء أو من جراء حادث سيارة أو بغرق في بحر أو سكتة قلبية أو بقذيفة عشوائية وغيرها فالموت واحد وإن تعددت أسبابه.
هذه السلسلة الثقافية التنموية المعرفية محفوظة حقوق نشرها قانونا بعضوية اتحاد الناشرين العرب واتحاد الكتاب العرب