(للقاهرة جاذبية أخرى أكتبُ ما تيسّر من تفاصيلها)
هنا اللحظة برائحة نيلية
أقلم فيها زوايا المساءات
على مجاز الظل
تَرَفُ من نُطْفةِ الطين
وغِناءٌ من نعناعِ الكلام
حين يكتبُ ما تيسّرَ من عِظاتٍ مؤجلة
بِبُحّةِ اللغة وبإيقاعِ النار
تُبارِكهُ فصاحةِ الدراويش كملحمةٍ أبدية
وذاكرة رهيفة من لغةوغناء
هاجسٌ مباركٌ
مُخْتبئٌ خلف ملامج الوقار
يبتلِعُ زفْرة الرجاء
يكْظُمُ غيظ السُكات
بروْنقِ المساء الجليل
حين القهوة يحتسيها الشرود
بتأملٍ راقٍ !
وشْمِ المزارات القاهرية
كدربٍ غامضُ الهشاشة
يتنكّرُ بكرنفالٍ موسمي وغيْمةٍ طازجة
لا تعرفُ حِيلة الإمتلاء
ولا تتقمّصُ ذاكرة الصقيع
تسْتنْسِخُ خرابها الأخير
من لَدُنْ تُفاحة تدّعي السُقوط وتتعجّلُ النسيان .! ….
يُرصّعُ التاريخ على أعتابِ الأبد
أتدرّبُ على حفاوةِ نوْتةٍ نقيّة
قبل أن أضبط نهاية لمعزوفتي الكهلة
ها أنا ذا أشِيخ مثل حلزونٍ مُتشبّتْ بحائطٍ عتيق
وأضْمحلّ مثل فنار زيْتٍ قديم
عبثت به أنواء الخريف
خِلْتُني كصوفيٍ سارحٌ في العراء
يُلوّحُ للغيْم ببارقةِ التسابيح
يمْحو خطاياه الفادحة
من على وجهِ الريح .!!