علي الرحيبي
اللّيلةُ مظلمةٌ
والبردُ ثقيل
أجعلُ من قلبي مدفأةً
وبالزّيت اللّيبي أضيءُ القنديل
أُشعلُ أعواداً من ندٍّ
وأُضيفُ العطرَ (خزامى)
فالعطرُ ـ إذا ما جنّ اللّيل ـ دليل
أناديكم…فرداً..فرداً
وأقول تعالوا
يا بعضاً من عمري
فالعامُ سيرحلُ بعد قليل
أقول تعالوا
يا بعضاً من عمري
قد طالت غيبتكم
وتفايض بالشّوق إليكم قلبي
منكم مَنْ صار وراء البرزخ
.. منكم من هاجر طوعاً أو كرهاً
منكم من خان!!!
ومنكم من هان!!!
ومنكم من ظلّ وفيّاً للفقراء
ـ كما كنّا ـ
.. وسخيّاً في الحبّ
عميق التّأويل
أناديكم فرداً فرداً
يا بعضاً من عمري
قد فاضَ بكم قلبي
من فرط الوحشة ِأمسحُكم بحنينى
أضربُ خطّ الرّمل على أثَر ٍ منكم
أبحثُ عن خبر ٍ عنكم يُفرحُني
لكن..
ياااا…كم هذا الزّمنُ المرُّ
بخيلٌ…وبخيل..!!
وأظلُّ أناديكم..
بالنّدّ الفوّاح ِأُعِدُّ لوازمَ سهرتنا
وأقول اقتربوا..
يا رفقةَ عمر ٍ مَرَّ من الصّعب إلى الصّعب
زاوجَ بين خشونة ِ عسْف
ونعومة ِ أحلام
عانقها في أقصى الواحات
نخيل
..اقتربوا
لا خمرةَ عندي كي نشربَ نخباً
لكنّ الكاسات ِ بها نكهةُ وطن
سيكونُ ـ وإن طال الدّربُ إليه ـ عفيّاً
وقويّاً.. ومهاباً
..وجليل