خالد الجربوعي
يشتكي الليبيون كثيرا من حالة المعاناة اليومية التي يعيشونها ومن قلة الفرح في حياتهم بسبب الازمات التي تضرب بلادهم ويعتبرون أنفسهم انهم أقل الشعوب فرحة وسعادة لكن الواقع والحقيقة عكس ذلك تماما فالليبيين ولحظات الفرح التي في حياتهم والتي اصبحت تمر عليهم يوميا واسبوعيا وشهريا وفي كل لحظة اصبحت لا تنتهي وتجعلهم من أكثر الشعوب فرحة وسعادة فلا يمر يوم او ساعة احيانا الا ويعيش جزء من الليبيين او جلهم او كلهم لحظة من لحظات الفرح اليومية بشكل او اخر.
فعندما يعود الكهرباء بعد انقطاع لساعات تصل احيانا الى نصف يوم وزيادة يطرب له الجميع ويستقبلونه بالفرحة والحبور فيصرخ الاطفال فرحا وتكاد تزغرد النساء وتعود الابتسامة الى الرجال الى اخر انواع الفرح التي يعيشه كل ليبي بشكل يكاد يكون يوميا نتيجة هذا العمل الذي يحرم من فرحته من لا تنقطع عنها هذه الكهرباء أليست هذه فرحة يومية نعيشها جميعا.
وعندما يستلم أحدهم امواله او جزاء منها من شباك المصرف بعد انتظار يطول او يقصر وقد يصل الى ايام من التردد على المصرف ثم الوقوف في طوابير لا أول لها ولا آخر ولساعات طويلة تحت حر الشمس صيفا او برد الشتاء حتى يصل الى تلك اللحظة التي تشاهد الابتسامة على ثغره وهو خارجا منتصرا بحصوله على ذلك الجزء اليسير من امواله ولا كأنه قد حرر عكة كما يقال طباعا ان لم تصبه رصاصة في أي لحظة من اللحظات نتيجة تهور من يفترض انهم يحمون المصرف او لاي سبب اخر أليست هذه فرحة لا توجد لدى أي شعب من شعوب العالم الاخرى.
وعندما يستلم نصيبه من مستحقات العملة الاجنبية التي تصرف باسم ارباب الاسر بعد طول انتظار ويذهب لبيعها وقبض الثمن تغمره الفرحة مع افرد اسرته ويبدأ يفكر فكيف صرف هذه الاموال والى اين يجب ان تذهب أليست هذه فرحة لن تجدها لدى أي شعب من شعوب العالم قاطبة
وعندما يعود أحدهم بعد اختطاف طال او قصر حيا الى بيته بعد دفع ما عليه فتقم له الافراح والذبائح رغم انه قد دفع ما تحته وفوقه من اجل الخروج سالما من هذه المحنة أليست هذه فرحة وطبعا في ذات السياق عندما يعود لأحدهم ابنه او طفله المختطف حيا لا جثة هامدة كما حدث لغيره أليست هذه فرحة لا تقاس بثمن.
وعندما ينجو أحدهم من لصوص السيارات الذين يسلبونه سيارته جهارا نهارا دون ان يساعده أحد ويترك حيا ليعود الى اهله الذين يتنسون موضوع السيارة ويفرحون لنجاته وعودته سالما من رصاصة قد تطلق عليه بعد اخذ سيارته فيأتي المهنين والاقارب للفرحة والمباركة بسلامته وعودته راجلا لا محمولا على الاكتاف كما حدث للكثيرين غيرها أليست هذه فرحة لا يملكه أي موطن في أي بلد اخرى.
بل وحتى عندما يعود الى بيته سالما بعد الخروج لعمله او لقضاء أي امر وبشكل يومي دون ان يتعرض له أحد باي نوع من الاعتداء اللفظي او الجسدي او حتى القتل فهو يعود فرحا بسلامته وعودته الى بيته دون أي اضرار أليست هذه فرحة لا تباع ولا تشترى.
وعندما يستلم أحدهم جواز سفرها بعد انتظار وتردد لأسابيع وأشهر من اجل الحصول عليه وأحيانا بجميل الاخرين او دفع ما كتب الله من اموال أليست هذه فرحة مرت معها فرحة اخرى فيوم الحصول على موعد التصوير فرحة ويوم التصوير فرحة ويوم الاستلام الفرحة الكبرى
أليست هذه فرحة لا تحدث عند الاخرين.
وعندما يعود أحدهم الى بيته الذي هجر منه لأشهر وأحيانا لسنوات بسبب او بدونه ويجده فارغا مما تركه به لكنه على الاقل وجده غير مهدم أليست هذه فرحة لا تعوض.
وعندما يطلق سراح أحدهم من السجن او الخطف سوى بإطلاق سراح او بتبادل أسرى بين منطقة واخرى او جماعة واخرى أليست هذه فرحة ايضا
وعندما تعود المياه بعد انقطاع لأيام وليالي وبشكل متكرر لتزيد من المعاناة والازمة أليست هذه فرحة هي الاخرى.
وعندما يملا أحدهم سيارته بالبنزين بعد انتظار وتوقف في طابور لساعات طويلة وأحيانا يبيت امام محطة الوقود ليلة او أكثر أليست هذه فرحة لا توصف.
وعندما يتحصل أحدهم على اسطوانة غاز من المستودع وبسعرها العادي او حتى بزيادة محدودة وبعد طوابير وتجوال وبحث أليست هذه فرحة لا تقدر بثمن. وووووووو
ان لحظات الفرح في بلادنا لا تنتهي ولا تتوقف فهي معنا في كل لحظة وحين لتجعلنا أكثر الشعوب فرحا وسعادة بين كل دول العالم فعيشوا كل هذه الافراح ولحظاتها وكفى شكوى واشاعات بانكم شعب لا يوجد ما يفرح به وهو من كثر اوقات الفرح لم يعود يجد وقتا لغيره فافرحوا يا أكثر الشعوب فرحا لكن أي فرح …؟؟ هنا يتوقف الكلام ويغيب الجواب..