حوارات

نعيمة أقوية: الكتابة مثل كل لذة.. تبدأ بشغف وتنتهي بغصة

الحياة الثقافية (حوار/ حنان علي كابو)

عرفت نعيمة اقوية من خلال القصة، فهي كاتبة قصة مفعمة تفاصيلها بالدفء، والحبكة التي تخطف أنفاسك، تجعلك تبحث عن اسمها لتبحر في تفاصيل محكمة.. فهي الصحافية الكاتبة، والكتابة لديها تحتاج إلى المعاناة والألم، حيث قالت “حيث تنفتح مغاليق روحك على عوالم أخرى تلمس الآخر عن كثب تتحسس جراحهم من خلال ماتتلوه عليهم من كلمات ترتشف نفسك فيهم“. أما القصة القصيرة فوصفتها بأنها صديقة طفولة ورفيقة صبا وحلم شباب، والرواية أمل يحتاج طويلا إلى وقفة جادة.

في هذا الحوار أقتربت من عوالم نعيمة اقوية التي حدثتني حول القصة والكتابة والاختباء طويلا، والمشهد الثقافي في بنغاوي….

القاصة نعيمة اقوية

أبدأ معك من انزواءك بعيدا عن المشهد الثقافي، وانخراطك في التعليم كمديرة مدرسة.. كيف جاءت هذه النقلة؟

> عندما تكره طبيعة عملك، وتشعر بأنك لا تبلي حسنا وأن ثوابتك في خطر، وأنك تقف وحيدا.. ينظر إليك الناس كمخلوق غريب.. رغم أنك حاولت مرارا الاقتراب منهم وتوضيح وجهة نظرك.. ماذا تفعل؟ تأخذ إجازة.. تغير مسارك.. تستقيل.. تنتحر وتتركها لهم..؟! الحل ان تنظر لهم باعتبارهم ”قطيع”، ليس الكلام هنا باعتباره إهانة، بل باعتبارهم جماعة وانت الغريب بينهم.. بغض النظر عن قيمة الصواب والخطأ، توقفت فجأة عند حافة تشققات الطريق أمامي.. لابد من انعطافة جديدة عن إبداع اخر في مجال آخر أشعر فيه بالجدوي.. وافتتحت مدرسة وروضة (النداء الرفيع) بالتأكيد هوجمت وانتقدت وحوربت.. وهذا طبيعي كوني غيرت مساري فجأة. هذه النظرة السلبية لبعض البشر لم تعيق طموحي أو تطمسه. كوني أنتِ كما تُحبين.. وكما تهوى راية الإبداع أن تستقر.. حاولي البحث عن عملٍ يكون أكثر قُربا من منارة روحكَ هكذا حدثت نفسي واتمنى ان اوفق لأن الأمر ليس مجرد مشروع لجني الأموال بقدر ماهو محاولة للشعور بالجدوي لإثبات الذات.. وهذا حق لا يمكن لأي شخص أن ينكره علينا.

نعيمة اقويه تكتب القصة والشعر، وكما أعرف القصة كانت أول خطوة لك من الشعر.. ولكن أين تجدين نفسك أكثر؟

> من قال انني اكتب الشعر.. لم أكتب الشعر يوما.. ربما استساغ بعض الشعراء بعض استعاراتي والتشبيهات التي أكتبها.. لا اخفيك سرا فرحت بذلك كثيرا لكنني لا أملك مقومات الاستمرار في كتابة الشعر.

كنت تجهزين لمخطوط جديد.. أول باكورة أعمالك، هل تحدثيني عن هذه التجربة، وألا ترين أنها تأخرت كثير..ا ولماذا؟

> نعم تأخرت.. كثيرا لكنني صرت اكره كل ماكتبته لأنني اكتب من معين التجارب التي اعيشها.. وانت تعرفين الباقي حنان…

ثلاثي التابو يفرض نفسه على المبدع أما بشكل متصل أو منفصل، هل تطرقت نعيمة اقويه لها، وما رأيك فيما يقحم التابو في نصوصه؟

قلت لكم أن الكتابة تحتاج إلى المعاناة والألم.. نحتاج للذة المعاناة لكي نكتب.. الكتابة مثل كل لذة تبدأ بشغف وتنتهي بغصة.. لعله خير ياحنان.

شاركت في عدة أمسيات سابقة كقاصة.. ماذا تضيف تلك المشاركات للمبدعة الليبية تحديدا؟

> تضيف الكثير والكثير والكثير تنفتح مغاليق روحك على عوالم أخرى تلمس الآخر عن كثب تتحسس جراحهم من خلال ماتتلوه عليهم من كلمات ترتشف نفسك فيهم باختصار تتعلم أن تعود إلى رشدك وتفهم انك لا تعيش في مجرة في الفضاء لكنك تنتمي لهذه الحياة ولهؤلاء.

اختفاءك وراء اسم مستعار، هل للتحرر من الكتابة، أم تخفي؟

> اختفيت طويلا وراء اسم مستعار لانجو بنفسي من التأويل.. نعم تطرقت إلى المحضور والممنوع ولكن بما يتماشى مع حبكة النص وترابطه.

لكل كاتب ثيمات يتطرق إليها في كتاباته، ما أهم الثيمات التي تطرقت إليها في نصوصها؟

> لعل الحزن أكل وشرب عندي طويلا حتى صار ثيمة تصبغ حروفي وكلماتي.. الحب والحرب والانهبارات المتتابعة.. انا اسفة لكنها الحقيقة.

كيف جئت إلى القصة القصيرة، هل الأمر يتعلق بشكل من أشكال التجريب الابداعي بحثا عن الذات؟

> كيف جئت إلى القصة القصيرة؟! حقا انا لا اعرف كيف جئتها.. لعل السؤال الأجدى هو: كيف ولدت في أعماقي…

تفكرين في كتابة رواية، هل كانت القصة القصيرة تدريبا لكتابة الرواية؟

> فكرة ان اكون راوية أو حكائة.. والكثير الكثير من المفترقات والمفارقات التي نمر بها في حياتنا اليومية تشكل نقطة تحول لو أننا انتبهنا لوجودها القصة القصيرة هي صديقة طفولة ورفيقة صبا وحلم شباب والرواية امل يحتاج لوقفة جادة مع النفس لتقرر هل ستكون باكورة إنتاج ام ستظل في خانة الأحلام المؤجلة حتى أموت.

لماذا تكتب؟ ما جدوى الكتابة عند نعيمة اقويه؟

> الكتابة بالنسبة لي هي غريزة تعادل غريزة البقاء.. الكتابة هي ما فعلته دائماً.. انها جوهر ذاتي الحقيقية.. الكلمات الفريدة التي تبلور الحقيقة أبد الأبد.. هي قدر الله لي.

كيف ترين المشهد الثقافي كمتتابعة عن بعد؟

> اتحفظ على الإجابة عن السؤال الاخير لأن المشهد الثقافي منفر جدا…

________________________________
صحيفة (الحياة الثقافية)، 2 ديسمبر 2019

مقالات ذات علاقة

الدكتور محمد المبروك الدويب : من الطبيعي أن تكون للمؤرخ وجهة نظر

مهند سليمان

بوشناف: بن وليد ومصراتة شكّلتا وجداني

محمد الأصفر

محمد سيالة: الطابع البريدي سفير التاريخ والفن والهوية

عبدالسلام الفقهي

اترك تعليق