حوارات

ميلود: لم تتضح ملامح الإبداع الليبي في زمن ما بعد الاستبداد

الشاعر الليبي يرى أنه من المبكر الحديث عن تلمس المشهد الإبداعي لليبيا بعد الثورة، فالأمر يحتاج إلى زمن إبداع وزمن إنتاج.

 

ميدل ايست أونلاين – محمد الحمامصي

 

الشاعر الليبي مفتاح ميلود

 

ينتمي الشاعر الليبي مفتاح ميلود إلى جيل الثمانينيات حيث كانت بداياته في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، حينها كان عضواُ ضمن “جماعة المرسم الجامعي” بجامعة عمر المختار بالبيضاء، وانغمس منذ ذلك الوقت في عوالم التشكيل الشعري وفضاءاته، ليرسم بحروف الضوء والظل تجربة لها خصوصيتها، صدر له ديوانان “أنفاس” و”كن موشكاً” وهو عضو رابطة الأدباء والكتاب الليبيين، وفي هذا اللقاء الذي أجريناه معه على هامش ملتقى مبدعات عربيات في زمن الحرية، يكشف فيه عن رؤاه وآراؤه في الشعر والحركة الإبداعية الليبية حيث كان النشر في العهد السابق يمثل معاناة ومكابدة يعيشها المبدع لنشر إبداعه، يقاوم الإحباطات والعوائق.

وعن المرحلة الأولى التي سبقت أول إصداراته فإنها أشبه ببطاقة تعريف تقدمك للمتلقي ليقبلك أولا من خلال ما تطرحه من رؤى. أما المرحلة التالية بعد أن تمكن الشاعر من إصدار ديوانه الأول “أنفاس” في 2002 وقد تلقى القبول من الوسط الأدبي، واتسمت هذه المرحلة بالسعي الدءوب للتواصل مع الشعراء الليبيين، والاطلاع على رؤاهم عبر مناشط ثقافية تقام من حين لحين في المدن الليبية تتلاقح فيها الأفكار.

وعن صورة المشهد الشعري الليبي في لحظته الراهنة يرى ميلود أن الثورة في ليبيا حققت الحرية التي لطالما حلم بها الشاعر في بلادنا عبر نصوصه وتنبأ بها، لكن لا يغيب عنا أنه من المبكر الحديث عن تلمس المشهد الإبداعي لليبيا بعد الثورة، فالأمر يحتاج إلى زمن إبداع وزمن إنتاج، وليبيا ما شهدته هو ثورة قادت إلى حرب تحرير شرسة لا تزال ارتداداتها تخلخل من حين لحين الاستقرار المنشود.. ربما بعد وقت ليس بالطويل تتضح ملامح الإبداع الليبي في زمن ما بعد الاستبداد .

ويوضح أن قبل الثورة كانت الثقافة الليبية تعاني من التضييق على المثقفين والإقصاء والتهميش، كما عانت من سياسة التعتيم تجاه محيطنا العربي، ولا هم للقيمين على الشأن الثقافي آنذاك إلا تزويق صورة الحاكم الفرد، بعد الثورة تعيش الثقافة الليبية مشهد الفرح بالحرية، وتنشغل بالشأن العام والمستقبل السياسي للبلاد، لم تكن لدينا دولة بالمعني الاصطلاحي للدولة، والمثقف الليبي يشارك بفعالية في بناء الدولة من خلال تناوله للشأن السياسي لإدراكه التام بأضرار سياسة التجهيل التي مارسها النظام السابق على مدار أربعة عقود تجاه الشعب، المثقف الليبي يحاول جاهداً ترميم ما تضرر ويتوجس خوفا على بلاده من أجندات إقليمية ودوليه طامعة في ثروات البلاد، في الوقت الذي يطالب فيه بالانفتاح على العالم كجزء من الأسرة الدولية ليشارك في الحضارة الإنسانية بعد أن تمكن الإنسان الليبي من تقديم صورة مشرفة لإرادة الإنسان العربي في تحديه للاستبداد.

وقال عن الحركة النقدية الليبية إنه يحزنني بأنها قاصرة عن مواكبة ما كان ينتج باستثناء القليل من الإنتاج النقدي وهو أيضا لا تتاح له مساحة من النشر التي تليق به. أما المشهد الشعري، ففي ليبيا قامات شعرية يعرفها المحيط العربي بعضا منها، وبها أصوات شعرية صاعدة تطرح رؤى متجددة تتسم بخصوصية الإنسان الليبي ستشكل إضافة للمشهد الشعري العربي.

وهو يرى أن ليبيا تمر بمخاض عسير، إلا أن مستقبلها سيكون زاهراً علي مختلف الصعد، فالإنسان الليبي لديه انتماء مثير لبلده، وتوق للحرية والاهم أنه استعاد ثقته في نفسه وقدرته على بناء بلده من جديد، وسيشهد المشهد الإبداعي العربي مذاقا جديدا بعودة النتاج الإبداعي الليبي للحضور.

 

مقالات ذات علاقة

حوار مع الكاتب منصور أبوشناف… أريد أن أفهم.. وأن أتساءل: هل ما فهمته صحيح؟ .. لا أحد يجيب

حواء القمودي

الشاعرة فاطمة مفتاح للطيوب : طرقت جميع الأبواب لكن دون جدوى !

مهند سليمان

شكري الميدي آجي: “توقف نمو” بداية تشكل أسلوبي الكتابي!

حنان كابو

اترك تعليق