نظم قسم اللغة العربية بكلية التربية جامعة المرقب يوم الثلاثاء الماضي الموافق: 16 / أبريل/ 2019 ندوة علمية حول الأدب الليبي، تحت عنوان: “الأدب الليبي اتجاهات الإبداع ومسارات النقد” شارك فيها مجموعة من الأكادميين من جامعتي المرقب ومصراتة والجامعة الأسمرية، وكذلك لفيفٌ من البحاث والأدباء، وطلاب الدراسات العليا. وتوزعت المداخلات على أربع جلسات:
الجلسة الافتتاحية: ضمت كلمات الترحيب التي قدمها عميد كلية التربية بجامعة المرقب أ.د. امحمد نويجي غميض، ثم كلمة رئيس قسم اللغة العربية أ.عبدالرحمن بشير الصابري حيث رحب في كلمته بالضيوف ثم تطرق لأهمية عقد الندوات والمؤتمرات العلمية؛ كونها عامل مهم من عوامل تطور الأبحاث والدراسات العلمية. ثم جاءت كلمة رئيس الندوة د. ميلود مصطفى عاشور، التي افتتحها بالترحيب بالمشاركين والحضور، ثم تحدث قائلاً : “إن هذه الندوة نظمت لتحقيق هدفين: الأول معرفيُّ عامٌ، يتمثل في التعريف بالأدب الليبي وأبرز أعلامه. أما الثاني فهو هدفٌ خاصٌ يتمثل في فتح آفاق الدراسة والبحث في الأدب الليبي أمام الباحثين والمهتمين وكذلك تعزز مهارات طلاب الدراسات العليا في البحث العلمي من خلال الانفتاح على المناهج النقدية الحديثة”.
أما الجلسة الثانية فقد قدم فيها المشاركون مداخلات عدة بدأت بمداخلة أ.د. محمود محمد ملودة عنونها بـــ “لمحة تاريخية عن الأدب الليبي” استعرض فيها أهم المصادر التي تطرقت لواقع الحياة الأدبية في ليبيا في العصر الحديث. وختمها بعدة توصيات من أبرزها ضرورة رقمنة النتاج الأدبي الليبي، وكذلك الدعوة إلى العمل ضمن مشاريع بحثية، وتشكيل مختبرات لدراسة ونقد الأدب الليبي، ثم قدم أ.د. أحمد محمد الشلابي مداخلته التي أكد فيها ضرورة الاعتناء بأدبائنا ونتاجهم، ونقادنا ودراساتهم، وتطرق فيها إلى مسير الأدب منذ عصر الأسرة القرمانلية إلى وقتنا الحاضر، وتلتها مداخلة أ.د. أبوبكر سويسي التي أكد في مداخلته على ضرورة الانفتاح على مدارس النقد الحديث والإفادة من مناهجها، في دراسة الأدب الليبي ونقده، ثم مداخلة قدمها أ. علي مصطفى الحويج حول قصيدة النثر في الأدب الليبي، تبعتها مداخلة الروائي والقاص أحمد نصر حيث تحدث فيها عن بعض تجاربه الإبداعية مشيراً إلى أن عنصر المكان جزء من المشهد في العمل الروائي، وحديثه على المكان قاده إلى الحديث عن قرب صدور روايته الجديد المسماة “في زمن الحرب” أن المكان في هذه الرواية هو “مدينة الخمس” التي مازلت تحتل حيزاً من ذكريات صباه، حين كان يتردد عليها ويزورها كثيراً آنذاك. ثم جاءت مداخلة د. إبراهيم محمد الزوام التي قدم فيها إضاءات حول دور المقالة الصحفية في تطور الأدب الليبي، وأشار فيها إلى الثراء الأدبي والنقدي في المقالات التي نشرها الراحل خليفة التليسي. وأكد على ضرورة الاعتناء بدراستها لما تحويه من أدب رفيع وآراء نقدية تمثل مراحل مهمة في مسيرة النقد الأدبي في ليبيا. ثم ختمت الجلسة الثانية بمداخلة قدمها د. ميلود مصطفى عاشور كان عنوانها ــ”دور اللسانيات في تطور النقد والإبداع الأدبي” ركز فيها على مسيرة المدارس النقدية ومناهجها المختلفة في عصري الحداثة، وما بعدها، موضحاً أثر الدراسات اللسانية في تطور مناهج النقد الأدبي ابتداء بما قدمه الشكلانيون، فــالبنيوية وبناتها، وصولاً إلى التداولية ولسانيات النص ومعاييرها السبعة.
أما الجلسة الثالثة فقد أُفسح فيها المجال لدعم وتشجيع طلاب الدراسات الأدبية العليا لتقديم بعض الإضاءات والملخصات حول اهتماماتهم ودراساتهم حول الأدب الليبي، حيث قدم الطالب علي سلامة العربي نبذة موجزة حول دراسته المسماة “المتعاليات النصية في شعر الشلطامي” وقدم الطالب فرحات أحمد المرغني نبذة عن شعر الفزاني وأردفها ببيان أهمية دراسة النص الموازي لنتاج الشاعر الفزاني. ثم قدم الطالب صلاح ضو المربد موجزاً لدراسته التي يسعى فيها إلى جمع ودراسة التراث الشعري لشعراء ليبيا في القرن السابع عشر، وختمت الجلسة بملخص قدمه الطالب محمد فتحي قدقود لدراسته التي يسعى فيها إلى جمع ودراسة التراث الشعري لشعراء ليبيا في القرن الثامن عشر.
ثم ختمت فعاليات الندوة بجلسة ختامية تُليت فيها توصيات الندوة، حيث أوصى المشاركون بمجموعة من التوصيات أبرزها: ضرورة إعداد توصيف مقرر “الأدب الليبي” وإقراره مادة دراسية لطلاب قسم اللغة العربية في مرحلة الليسانس. كما أوصى المشاركون بضرورة رقمنة الأدب الليبي، وتشجيع الطلاب على دراسته في بحوث التخرج، والسعي إلى تزويد المكتبات الجامعية بالمصادر والمراجع التي تعنى بالشأن الأدبي والثقافي في ليبيا.