أيها الشعر
منذ وضعتكَ اللغة من ضلعها الأقوم
وهي بكر شغوف
ظللتَ تروّض فرس الأخيلة بفرسان غِرّ
تساقطوا على هوامش المضامير
واحداً تلو الآخر
كنتَ تتأهب في التجريب لظهورها
المنتظر
وكان قدري كأعظم طالب فاشل
أن أُمتحن بمعاصرة قدومها
وأختبر بأسئلة نعتها
لأني لا أحفظ النصوص الخازنة للمفردات
ولا أفقه النحو الزاجر للحن الخطاب
لهذا أنا أضعف من تعلّم أسمائها كلها
وأصغر من الإلمام ببعض صفاتها
كيف لي أن أتقدم للقراءة
في بهرة كوكب من وراء الكون
وأن أتأملها ملياً وكثيراً !؟
وأنا أستحي النظر في صفاء فيضها
ولم أُلقّن بروتوكول مثول تقديم أوراق اعتمادي لمقامها
ولم أؤهل بطقوس إعلان البيعة والولاء
لهذا أنا ضئيل في تمثيل سفارتي
ومرتبك الحضور
ومرتعد الأزر
في التعبير عن من صوّت لي من أحاسيسي
لأنوبهم في قبة تجلّيها
أيها الشعر
ترفّق بقوارير نبضي المتعب
وخيلي الواهنة
لأنها وحي
من
الله
30 تشرين الثاني 2018 م