تختلط الأمور فيما يتعلق بالتسميات كثيرا عندنا، فنحن لا نعطي الأشياء مسمياتها ولا نطلق عليها ما يصفها انما نعهد فيذلك في اغلب الأحيان اما الى الترجمة من لغات اجنبية واغلبها الإيطالية او نحاكيدول عربية او نبتكر مسميات لا علاقة لها بالمدلول.
واللهجة الليبية مليئة بالكثير من هذه الاختلاطات في المصطلحات لعل أهمها تلك النكات التي يطلقونها علينا نحن الليبيين عندما نصف غلاي او سخان الشاي بالبراد، او عندما نسمي الفحم بلونة الأسود القاتم بالبياض (تفاؤلا)، اوعندما نسمي الاعمى بالبصير، وغيرها كثير جدا، ليس المجال لتعدادها، لكن القصد هو عدم وضوح الكثير من المصطلحات الدالة على مسمياتها.
او لعدم معرفتنا بمدلولات الأسماء كأن نسمي أبنائنا (عبد النبي) او (آزر) او (عبد الجليل)، ولا نعلم بان النبي لا يعبد اسمع، ولا نطلق اسم جاحداً للإيمان (أبو سيدنا إبراهيم) على اسم ولد من اولادنا، ولا نعي ان الجليل ليس اسما من أسماء الله.
على ذات الطريق نحن نخلط مهن وحرف ومسميات لا تعكس ما تعني، وما حذا بي لتناول هذا الموضوع ما لاحظته من تسميات أماكن لها علاقة وارتباط ببعضها البعض، فنحن نطلق اسم (مكتبة) على كل ما له علاقة بالكتاب والقرطاسية وجميع الأدوات المكتبية والمدرسية وحتى الهندسية منها، وهذا خلط كبير للمعاني.
فتجد محلا مكتوب عليه مكتبة ….. لبيع جميع الأدوات المكتبية.
وتجد مكتبة لبيع الكتب الجديدة المعدة للقراءة والتزود بالعلوم والمعارف بمقابل.
ونادرا في طرابلس ما تقابلك مكتبة لتقرأ فيها الكتب بالمجان او للاستعارة.
اذ لابد ان نفرق بين هذه المسميات، ونحدد مدلول كل اسم وما يعنيه لدى الناس، لان ذلك يجعل الأمور غير مفهومة ونلغي بعض المسميات الواضحة وقد نطلق عليها أسماء لا تعنيها، ولغتنا العربية موصوفها بانها اغنى لغات الأرض من حيث المعاني والدلالات، عليه فان التسميات الصحيحة هي التي نتبعها، وعلى المسؤولين في البلديات والمتكفلين بمنح رخص هذه المحلات التشديد على ان تحمل كل لوحة تجارية مدلول المهنة او الحرفة او التجارة.
القرطاسية/ هي المكان الذي تباع فيه الأدوات والمستلزمات التي تحتاجها العملية الكتابية والدراسية من أوراق ودفاتر وأدوات مكتبية ومدرسية وأقلام وما إليها، وتوزع فيها كل ما له علاقة بعمليات القرطاسية والأدوات التي تتطلبها العملية الإدارية والمكتبية.
الوراقـة (الوراق)/ هي محلات بيع الكتب، وهناك عدة طرق لبيع الكتاب سواء في متاجر أو على الرصيف وحتى هناك مركبات متنقلة تبيع الكتب وهي تجارة تحكمها قوانين التجارة، وهذه مهنة تحتاج لخبرة في اختيار الكتب التي ستباع والوراق هو الشخص الذي يحترف الوراقة، وهي مهنة كانت شائعة في البلاد الإسلامية في العصور الوسطى، وكانت تقوم آنذاك مقام مهنة الطباعة والنشر.
المكتبة/ ذلك المكان الي تجهزه الدولة (او بعض الخيرين الموسرين) ليكون مكانا مخصصا للقراءة العامة ومطالعة الكتب والدوريات وما اليها من اوعية للتعلم والتثقيف وتنمية المهارات ويكون ارتيادها مجاني وتتولاها الدولة بكل عمليات تجهيزها من كتب واثاث وموظفين، وروادها من كل فئات الشعب، وللمكتبات أنواع لا يسمح المكان لتعدادها.
ان اللغة (أي لغة) تقوى مع قوة متكلميها، وتعلو بعلوهم، وهي لا تسقط عندما يسقطون، ولغتنا لغة عظيمة لا تحتاج لأي معونة من أي لغة نظيرة على وجه الأرض، فغناها أعطاها مكانة عظيمة عند الله، فأرسل بها نبياً (صلى الله عليه وسلم) عربياً وكانت رسالته بلسان عربي مبين وان لغة أهل الجنة هي العربية.
اعلم اني اهرطق هرطقة ما بعدها هرطقة في وقت لا يسمح بذلك.. فاعذروني سامحكم الله.