من حلمة الفنجان
رضعت البن
واحتسيت
شهوة الحليب
عند حافة الفنجان
تعتعة
صابت لساني
كنت حافة جبل وهويت
قهوتي كانت حلوة
دون إضافة سكر
لذوعة مرارتها أسكرتني
مر كل شيء عني
وفي سهلها غدوت اترنح
في بطن الجبل وادي الأهوال
عند السفح
غدرت بي
كنت متأججا
كما رغبة شيطان ضيع طريقته
لا تسكب مواجعك
رغبتك توجعك
وأنت سكران بها
هذه الأفخاذ
تمرغ فراش أحلام
أحلام من بن لاذع
والنهد وسادة طرية
كما شوك هندي
تأملت مصيري جيدا
عندئذ سقطت من سريري
طارئة وأبدية
جسد من طين
يتمرغ في فؤادي
ويشقيني
غدوت منه اللاشيء
هذه الإلهة تهوي تعذيب عبادها
من لا حول لهم غيرها
سبحانها صبح مساء
نهداها كورتا نار
فخذاها منجنيق
الإلهة التي تهوي قتلي
قتلتني مرة ثم مرة
ثم عاثت في سريرتي فسادا
هذه الأبهة
من طرز لم تدر بمخيلتي
مخيلة كنت استعرتها
من أحد الأبالسة
الأبالسة الذين مثلي يشتهون لحمها
المشوي علي شاطئ جليانة
الذين يمزون نهدها
مع خمر شهوتهم
الذين هم صرعى أفخاذها
الذين كما أنا يموتون من نظرة
ترميها علي قارعة الطريق
من تفتقت شهوتها في ابتسامة ماكرة
غرست أسنانها في عنق خيالي
وقطعت أوصالي
يا زمان الوصل قطعت أوصالك
في الفراش الذي تمؤ فيه هذه القطة
بنت الكلب
التي تحب ما لا أحب
التي أحبها
بعض التدلل وقليل من خمرها لا يكفيان
كلها أو لا ؛ من نهدها حتى نجم صبحها ..
ذئبه تعوي في السرير الخاوي
إليها أينما ترنو وإن مت) (
ذئبة تتسل من تحتها الأرض،
مشرئبة لسماء؛
تذوب في عينيها
في تحولها الأول
كانت حمامة.
في تحولها الثاني
كانت سحابة.
في تحولها الثالث
كانت ذئبة؛
تسكن خاصرة الفضاء البعيد
كبرتقالة الليل
ذئبة تتسلل
من رمق الليل الأخير
تشرب عصير القمر البرتقالي
تنسج من خيوط الضوء الفضي
ثوبها الليلي.
تمزق بمخالب من مخمل
ستر الطريق
مسافرة إلي وهم تعرفه جيدا؛
كما تعرف
أن ذئبها ضاع كي يدركها.
ذئبة ذائبة في فضاء
كما قهوة محروقة
مسكوبة في فنجان.
ذئبة يشع بياضها
في مشهد حالك.
كحلت عينيها من المشهد
ولم تلتفت البتة.
ذئبة كأن مشيتها
غدر الزمان
لا عجل
سينتظرها
عند طرف الغابة.
تنصت لعوائه
ومن طرف خيط
تمسك ظل شغفه.
تسلك الطريق الوعر
أنفاسها الذئبية
تحرق ما تبقي
من خيال وجل.
إن لم يتعقبها
سوف تدركه
نيران أنفاسها.
يجفل من ظلها
من انسيابها
بين شجيرات البطوم
ووثبتها فيه.
تخلب القمر البرتقالي
وتترك لليل
نجوما
خابية.
تشتعل شجيرة الشماري
في ليل الجبل الأخضر
كلما خلبها
مخلب مخمل.
في ليونة ذئبة جائعة
خلبت أنفاس فريستها
في رشاقتها
ترخي فريستها آمالها.
كوتر الكمان المشدود
تطلق تكشيرتها.
من الوتر المشدود
بين عينيها
تبزغ بسمتها.
الذئبة تركض
في شرايين الغابة
وتمزق بأنياب شراستها
خيمة الليل.
في غابة النجوم
تكون القمر .
ترنو إلي الجبال البعيدة
بعد أن تخطت وثبتها
غابة الليل
والذئب الكسول.
من بعيد ترنو إليه
من دست حليبها
في عينيه.
من جفل من حنينها إليه.
الذئب الجفول يغط
في دفء الغابة.
يرنو إليها
ترنو إليه.
ما بينهما دم هائج.
في عينيها
عسل نحل قاتل
مخلب حلم حاذق.
في عينيه طيور جافلة.
أينما حطت الطيور
شقّ الفضاء
مخلب عينيها.
الذئبة
مرت بالمكان
كطيف مسعور
مزقت بمخلبها
حرير شغفه
واتخذت من الريح
السرير.
الذئب
المسكون بوسن المكان
تعثر في غابة أحلامه الشائكة،
ولم يفطن لهبوب الريح.
الذئبة
غرست عينيها في أحلامه
الذئبة
بشراهة أنيابها
خطفت لحم الروح.
الذئب
الشره التهم خيالها.
الذئب
الشبق
أحرق
الغابة
وأطفاء عطشه بنيرانها
الذئبة
تنفرد في الليل بوحدتها
وتذيقها المرّ.
الذئبة
كالفجر من الليل
تنسل
من شغفها
وتندس في الريح.
الذئب
من صقيع الروح
يتغطى الريح.
الذئبة في خفة الطريدة
تسلب الغطاء
تعري الحلم
الذئب العاري
يعوى وحيدا