المهدي الحمروني
مدىً من الشعر في عينيكِ من ألقي
وواحتانِ كوجهِ الغيبِ من أرقي
أهابهُ مثلما أهواهُ إذ قلبي ..
كمشرئبٍّ ومغلولٍ إلى عنقي
أُحِبُّكِ لستُ أدري كيف أنطقها ؟
أم كيف أرسمها نبضاً على ورقي ؟
أُحِبُّكِ لا كتابُ الوجدِ يُدركني
كنهاً .. كأنكِ تنزيلٌ لِمُعْتنقي
أودُّ أبجدةً أُخرى لأُفْصِحها ..
رسالةً برؤى الإيمان كي تثقي
أُحِبُّ فيكِ ظلالي حين أقرؤها
كغابتيِّ نخيلٍ ساعةَ الغسقِ ..
وأرتجي الضمَّ لا كالمُشتهي حضناً
لكن كمن يتمنّى حوزةَ الأُفقِ …
وأنتِ ماأنتِ إلاّ هاتفٌ حذرٌ
يغور كالخلّبِ البرّاق في شفقي
ولاتجودين إلاّ نظرةً خجلى
بما تردّد بين الهذبِ والحذقِ
ماذا جنيتُ إذا استكثرتهِ سهماً
سوى التموّج في دوّامةِ الغرقٍ ؟
يا أيها الحلم الغافي بأزمنتي
إليكِ يصحو دمي كالنار في طُرقي
خذيهِ من خافقي روحاً تغالبني
هي القرابينُ شاقتْ آله الخفقِ
خذيهِ أسطورةً عيناكِ سيرتها
تعاد منكِ صياغتُها على نسقِ
خذيهِ جمرة بعثٍ راح يبذرها
– على رماد رجائي فيكُِ – محترقي
خذيهِ تخلقني رؤياكِ أخيلةً
لتستثيرَ نبوّتها على عبقي