قام مكتب الثقافة والمجتمع المدني ببلدية طبرق بمناسبة اليوم العالمي للمسرح احتفالا ً تكريميا ًو تخليدا ً لمؤسس المسرح في ليبيا الفنان الراحل محمد عبد الهادي.
وحضر الإحتفال أعضاء فرقة الفن المسرحي بطبرق والتي قدمت عرضا ً يحاكي واقع المواطن المرير اليومي، كما جرى عرض للسيرة الذاتية وصور تذكارية لمؤسس المسرح، بحضور عدد من الممثلين والمخرجين والكتاب والصحفيين والمهتمين بالثقافة والفن والمسرح.
وألقيت عدة كلمات من قبل مكتب الثقافة والمجتمع المدني والمجلس البلدي بطبرق والفنانين والذين أشادوا بدور الراحل محمد عبدالهادي في تأسيس المسرح في ليبيا وبداية تجاربه في مدينة طبرق.
ولد الراحل محمد عبدالهادي بمدينة درنة عام 1898 م وتوفي في سنة 1953م عن عمر 55 عامًا، وتعلم في طفولته في الكتاتيب كما معظم أبناء جيله، وإبان الإحتلال الإيطالي في ليبيا وتحديدًا في الفترة من 1918 م وحتى 1920 م ثم إنتقل إلى إيطاليا وعمل بالأفران، وهذه المرحلة ساعدته في مشاهدة المسرح والفن الإيطالي بصفة عامة، خاصة ما كان يقدم من عروض لمسرح الشارع، بعد عودته لليبيا وإلى جانب إمتهانه للفن عمل كموظف في الحرس البلدي وإستمر معه هذا العمل حتى وفاته.
عاد محمد عبدالهادي إلى ليبيا في الفترة ما بين العام 1925 م والعام 1928 م بعد رحلة في مصر ولبنان، ومشاهدته للمسرح هناك عمل لفترة خبازًا في « كوشة السقوطري » في مدينة طبرق، وفي تلك الأثناء أقام أول عرض مسرحي مرتجل بعنوان « آه لو كنت ملكا ً »، وهو مستوحى من حكاية « ألف ليلة وليلة »، وكان من المفترض أن يُعرض في سينما « حلمي »، لكن صاحب السينما إعترض وألغى العرض، ورغم ذلك عرض عبدالهادي المسرحية في منزل حمدي طاطاناكي بعد أن دعا مجموعة من أصدقائه، ولأن الخشبة لم تكن موجودة لم يُسجل هذا التاريخ رسميا ً كأول عرض مسرحي ليبي.
وفي العام 1930 عاد لمدينته درنة وشكل «فرقة هواة التمثيل»، والتي قدمت أولى أعمالها بعنوان «آه لو كنت ملكًا» وعرض على خشبة تياترو بينتي بشارع طابق الكلب المتفرع من شارع البحر المعروف بشارع الحرية حاليًّا بمدينة درنة، وبما أنه كان هناك جمهور حاضر للعرض فلهذا اعتبر الكثيرون بأن هذا هو التاريخ الحقيقي لتأسيس مسرح ليبي بنص وخشبة وجمهور.