متابعات

التفسير بين مدرستيّ المأثور والرأي بمجمع اللغة العربية

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

محاضرة بعنوان (علم التفسير بين مدرستيّ المأثور والرأي) للشيخ “عبد اللطيف المهلهل” – مجمع اللغة العربية

استضاف مجمع اللغة العربية بمدينة طرابلس محاضرة بعنوان (علم التفسير بين مدرستيّ المأثور والرأي) للشيخ “عبد اللطيف المهلهل”، وذلك صباح يوم السبت 2 يوليو الجاري في إطار البرنامج العلمي والثقافي للمجمع لعام 2022م، وألقى الدكتور “الصديّق بشير نصر” كلمة الافتتاح الذي أشار لظهور مدارس أخرى تجاوزت مدرستيّ المأثور والرأي وإن لم تخرج من عباءتهما وتابع أن الإشتغال بالتفسير أمر جد مهم لاسيما في عصرنا الحاضر وفي هذه العقود المتأخرة حيث انبرى لهذا الموضوع ثلة من الناس لا يمتنون لهذه العلوم بصلة وتطاولوا عليها فتصدروا الموضوع وتوهموا أنهم مفسرون وهم ليسوا بكذلك مؤكدا بأن التفسير لا يمكن أن يتصدى لشأنه من لا تتوفر فيه أهلية التفسير ولذلك بتنا نسمع قراءات شاذة ومؤلفات تطاولت على كتاب الله وهي جرأة ما بعدها جرأة، ثم توقف الدكتور الصديّق عند محطات من السيرة الذاتية للشيخ عبد اللطيف المهلهل المولود بالمدينة القديمة طرابلس عام 1948م الحاصل على شهادة الثانوية الدينية بتقدير جيد وهي تماثل الثانوية الأزهرية بمصر والمتحصل كذلك على دبلوم الدراسات العليا عام 1978م وعلى درجة الماجستير عن أطروحة (الظاهرية والاتجاهات اللغوية والنحوية) عام 1986م.

وتناول الشيخ المهلهل في توطئته الدوافع التي جعلته يختار هذا الموضوع تحديدا ليكون مادة لمحاضرته بينما حسب إشارته كان يُمني نفسه بموضوع آخر المتمثل في أثر الإعتزال على النحو العربي الرماني نموذجا، وتطرق عبر مداخل عامة لعلوم التفسير ومسألة العناية بها الحاجة الشديدة إليها اليوم مستدلا ببواكير التفسير القرآني في عصر الرسول والصحابة، وأضاف أنه في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية ليس لديهم أثر لكلمة أو مفردة التفسير ومع ذلك يتحدثون عن القرآن بغير آلات دقيقة للفهم وأوضح بأن المدارس الإسلامية جميعهم يتفقون على أن القرآن باجماعهم يحتوي على ستة آلاف آية بيد أنهم يختلفون ما بعد المائتين مائتين وأربعة عشر ومائتين وأربعة وعشرين ومائتين وستة وثلاثين وأردف مضيفا أنه من هذا المنطلق شرعت في جمع هذه المادة وماتيسر منها، وأكد أن القرآن الكريم الذي أنزله الله معجزة حظي بالكثير من العناية والاهتمام فيُعرّف القرآن بالكتاب المتعبد بتلاوته المكتوب بالمصاحف المنزل وحيا على قلب رسول الله.


وفي سياق متصل رصد الشيخ المهلهل مدرسة التفسير بالمأثور على تنوع أصولها وقواعدها المتبعة كالطبري وابن أبي حاتم والرازي وابن كثير والسيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور فضلا عن مدرسة التفسير بالرأي أصولها وقواعدها وعلاقتها بالمدارس الكلامية المتمثلة في كتاب تفسير الكشاف للزمخشري، فيما أشار من جهة أخرى لمدرسة الرأي وواقع سيطرة الاختصاص العلمي مثل المناهج الفقهية والقراءات والمنهج اللغوي ليستأنس الشيخ المهلهل بنماذج من التفسير بالرأي مبينا التداخل بين مدرستيّ التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور وذكر مآخذ التفسير قائلا أنه ليس كل سورة فيها أسباب النزول تتمشى معنا مستشهدا بعدد من الآيات والسور القرآنية،


وتوقف الشيخ المهلهل أيضا أمام مراحل مرور تطور التفسير إلى التفسير العلمي موضحا أن مفردة التفسير لم ترد في القرآن أجمعه إلا في آية الفرقان مشيرا أن الناس وصحابة رسول الله بدأوا يفكرون في تفسير القرآن وأكثرهم تفسيرا هو “عبد الله ابن العباس” و”علي ابن أبي طالب” موضحا بالتعريف معنى التفسير التي جاءت لغويا على وجه التكثير والفسر تعني شرح الآيات القرآنية لإزالة الغموض ورفع الإبهام عن النصوص، من جانبه عرّج الشيخ المهلهل على النظرات في التفاسير المعاصرة.

مقالات ذات علاقة

معرض القاهرة للكتاب يناقش «لماذا تخلفت ليبيا؟»

المشرف العام

حوارية عن الإعلام الليبي بين الحقيقة والاستشراف

مهنّد سليمان

كتاب إستقلال ليبيا

المشرف العام

اترك تعليق