الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
أقامت لجنة المناهج والمقررات الدراسية بمجمع اللغة العربية في إطار البرنامج العلمي والثقافي للمجمع لعام 2022م، صباح يوم الخميس 25 من الشهر الجاري محاضرة ألقاها الدكتور “عبد الله عبد الحميد بن سويد” الأستاذ بكلية اللغات جامعة طرابلس بعنوان (التوجيه اللغوي لإحكام القراءات القرآنية) وقدم المحاضرة الدكتور “صالح سليم الفاخري” واستهل المقرئ الشيخ “محمد بن يوسف” بقراءة آيات من الذكر الحكيم، وأكد الدكتور صالح سليم على أن التداخل بين القراءات المختلفة يجعلهم شيئا واحدا على مستوى التركيب واللفظ والقراءة والفرق بين هذا وذاك واضح، وتابع إذا إتضح هذا الفرق ظهر اختلاف الطلاب في كيفية أداء لفظة قرآنية لا يعني أبدا اختلافهم في القراءة القرآنية كما لا يعني وجود اغتراب في القرآن وماهيته ولا تعارض بين القراءات وإن اختلفت معانيها وألفاظها ومرد اختلافها يعود للتنوع، وأضاف بأن التوجيه اللغوي للقراءات القرآنية يمكن تعريفه بأنه علم يُبحث فيه عن معاني القراءات.
وفي المقابل أشار الدكتور بن سويد إلى التعريف بالقرآن الكريم إنه كلام الله المنزل على النبي محمد (صل الله عليه وسلم)من أول الفاتحة إلى آخر سورة الناس المنقول إلينا بالتواتروالمحفوظ في المصاحف والصدور المتعبد بتلاوته، وأضاف إن حروف القاف والراء والنون لغة تدل على الجمع مطلقا مثل قرن فلان الشيء إلى الشيء أي وصله وشده لذلك سُمي القرآن بذلك لأنه جمع القصص والأخبار والأوامر والنواهي والآيات والسو بعضها إلى بعض.
الرابطة بين القراءة القرآنية ولغات العرب
فيما تطرق الدكتور بن سويد لعلم القراءة مبينا أن أداء كلمات القرآن واختلافها معزوّا لناقله وموضوعه كلمات القرآن وغايته معرفة ما يقرأ به كل من أئمة القراءة واستمداده من النقول الصحيحة المتواترة عن علماء القراءات ومسائله وقواعده الكلية، موضحا في ذات السياق على أن التوجيه اللغوي للقراءة هو الرابطة بين القراءة القرآنية ولغات العرب في منطقة شبه الجزيرة العربية كون أن جزءا كبيرا من رصيدنا اللغوي يكمن في دراسة لغات القبائل العربية ذات الاتصال الوثيق لعلوم القرآن الكريم وقراءته، واستأنس الدكتور بن سويد بإشارة المعجميون والدراسون من العرب والأجانب اللذين اتفقوا على أن معجم العرب لا يجاريه معجم آخر في ثراءه وهو نهر تقوم على أرفاده منابع اللغات التي نطقت بها القبائل العربية.
المسائل اللغوية
من جانب آخر عرّج الدكتور بن سويد على عدة مسائل في علم القراءات منها مسألة القلقة وهو صوت حادث عند خروج الحرف ساكنا كالطاء والقاف والجيم والذال والباء وكذلك مسألة هاء السّكت وهي لبيان الرحكة الأخيرة من الكلمة المتمثلة في (كتابيه- حسابيه-ماليه-سلطانيه) وأشار أيضا لمسألة التقاء السّاكنين في كلمة موضحا بأن علماء الصرف لا يقرون اجتماع ساكنين في كلمة إلا في ثلاثة أشياء في الوصل وفي الوصل والوقف وفي الوقف، وذكر المسألة الرابعة وهي الفتح والإمالة معرّفا إياها بأنها إحدى الظواهر الصوتية في اللغة العربية المتفشية على الألسن قديما وحديثا وتجلت بصورة في واضحة في القراءات القرآنية.