الشاعر: أحمد الحريري
شخصيات

أحمد الحريري.. «صائد الرياح مات»

الشاعر: أحمد الحريري

تلقت الأوساط الفنية الليبية، الأربعاء، خبر وفاة الفنان الليبي أحمد الحريري الكبير، عن عمر يناهز 72 عامًا.

وكان الحريري نظَّم بيتًا من الشعر وكأنَّه كان يرثي فيه نفسه حين قال:

«كفاية عزف منفرد ** كفاية فراغات عاطفية

اقـلــب الصــفـحــة** صـائد الــريـاح مـات».

نبذة
هو أحمد أبوالقاسم الحريري، وُلد في 20 أبريل 1943، أحد أهم شعراء الأغنية الليبية في ستينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، كتب أكثر من 1000 أغنية وقدَّم للإذاعة المرئية أكثر من 800 ساعة بين برامج ومسلسلات درامية ومنوعات.

هو فنان استثنائي ومن نوع خاص، كَتَبَ الأغنية الشعبية والطربية والوطنية والمنولوج، وكتب المسلسلات والمنوَّعات والتمثيليات للإذاعة والتلفزيونية، وكتب في الصحافة حتى أصبح من أعلامها، وقدَّم برامج المنوعات والحوار.

نشأته
وُلد الحريري في المدينة القديمة لعائلة طرابلسية، ولكونه ابن صياد، أثَّر البحر فيه وأصبح مُلهِمه. دَرَسَ الابتدائية إلى جنب مزاولته مهنة التطريز، ثم عمل مدرِّسًا للغة العربية، وهو في الثانية عشرة من العمر من شدِّة تمكُّنه منها، توفي والده وهو لا يزال في المراهقة فعمل في ملهى ليلي كمطرب تحت اسم أحمد توفيق؛ ليعيل أمه وإخوته، بعد ذلك انضم إلى المجموعة الصوتية بفرقة الإذاعة في طرابلس، ومنها بدأت محاولاته الأولى للكتابة.

انطلق من هناك فكتب شعرًا وأغاني بروح طرابلس، ووضع أساسًا للأغنية الطرابلسية وتعاون مع مطربي جيله أمثال: سلام قدري ومحمود كريم ومحمود الشريف، وطبعًا عراب الفنانين (كاظم نديم).

كَتَبَ مسلسلات ناقش فيها عيوب المجتمع، فقد كان من أوائل الكُـتَّـاب الليبيين الذين ناقشوا مجتمعنا وعيوبه في قالب من المواقف من الحياة اليومية، وهو مَن اكتشف الممثل إسماعيل العجيلي (سمعة) ويوسف الغرياني (قزقيزة) وشكَّل منهما ثنائيًّا جميلاً.

ونذكر من المسلسلات «السوس والمنحرفون»، وقد تعاون مع المخرج المصري حسين كمال في «بطاقة حب» و«كلمة ونص» و«فكر واكسب».

يعتبر الحريري أول مَـن أدخل الشعر المحكي ومَزَجَه بالشعر الغنائي، وعن هذه التجربة قال: «أعشق الكتابة بالعامية الحديثة، وأنا أعني العامية الحديثة المتشبِّعة باللغة العربية، وهذا واضحٌ في دواويني، (لو تعرفي)، و(خمسينية صائد الرياح)، و(عزف منفرد في مقام العشق)».

وعن بداياته يقول: «لا شك أنَّ الإنسان يتطوَّر وعلى نحوٍ خاص، حين يكون مملوءًا بالطموح حتى حافته، وهذا ما حدث معي، فقد كانت الإذاعة حلمًا من الأحلام التي شبَّت معي وكذلك صناعة الكلمة بكل اتجاهاتها، ولقد أخلصت لأدواتي، وصقلتني التجارب، وأفادني الكتاب حين جعلته أنيسًا لي، بهذا تجاوزت صعاب الأمس».

طرابلس بعيون الحريري
يضيف الحريري: «طرابلس ذاكرة في حدِّ ذاتها، فهي نقوشٌ محفورة على آثارها برغم أنَّها خسرت مدينتها القديمة نوعًا، وبالنسبة لي فإنَّ طرابلس هي كل ذاكرتي ومنها استمد القدرة على الرسم بالكلمات، وديواني الشعري في وزن (البورجيلة) الطرابلسي بعنوان (باب العز)، أتحدَّث من خلال قصائده عن مدينتي التي أعشق آدابها وفنونها وصناعاتها التقليدية وصُنَّاعها، أي بقدر ما تحمل الذاكرة من تاريخها المجيد».

مؤلفاته
من مؤلفات الحريري «لو تعرفي» (ديوان شعر)، و«وجدت في عيونكم مدينتي» (رواية)، و«خمسينية صائد الرياح» (ديوان شعر)، و«عزف منفرد على مقام العشق» (ديوان شعر)، و«فراغات عاطفية» (ديوان شعر)، و«اقلب الصفحة» (ديوان شعر/ خواطر صحفية)، بالإضافة إلى مخطوطات لا زالت تحت الطبع وهي «احتجاج من العالم السفلي وقوارير» (دواوين شعر)، و«وجراحك يا شتيوي» (دراما)، و«حكايات قصيرة» (قصة).

من أغانيه
من أبرز أغانيه: «عرجون فل» و«حدود الزين» و«لو تؤمريني» و«فتنا النخل»، وعالموجة» و«مش كيف ما تصبح» و«مانعرفش» و«طير يا حمام» و«ياسواني الحنة»، «انشدني على الصحة» و«زي الذهب» و«منديلها الوردي» و«يابيت العيلة» و«يا العنب ويا العنب»، و«تعيشي يا بلدي».

__________________

نشر بموقع بوابة الوسط

مقالات ذات علاقة

الأديب كامل عراب… في ذكراه الأولى

يونس شعبان الفنادي

الشاعر الغنائي يوسف بن صريتي

محمد العنيزي

ابن زكرون الأطرابلسي.. المحدث الزاهد

المشرف العام

اترك تعليق