من أعمال التشكيلية خلود الزوي.
قصة

قصص قصيرة

من أعمال التشكيلية خلود الزوي.

صُبيان

يجلدونها ثمانين جلدة، وفي اليوم التالي مئة، فتمسح العرق عن جباههم، يحفرون قبرها في اليوم سبعين سحقاً وهي تعترض التراب أن يدخل في عيونهم ، ينقلونها من سجنٍ ضيق إلى سجن أضيق، فتوزع بينهم أريجها الأبيض الطازج. آخر مرة شاهدهم العالم وهم يقتسمونها ثلاثة أجزاء بينهم، فيما كانت كفَّاها تفتشان في ذقونهم عن الشعر الذي لن ينبت أبداً.

تضافر

رمى بتهديده في وجه الصباح، مغلفاً بورق النبوءة، تضافر البسطاء وأصرّوُا على أن يكون النهار، فاحترق وذاب، لكن كلاب الليل نصبته عند باب الشمس مهدياً مُنتظراً. ضحك البسطاء وقهقهوا طويلاً، بعضهم بصق في جرأة، والبعض الآخر حوقل في تحدٍ، آخرون زأروا في توجع ، ثم تضافر الجميع على تحقيق النبوءة.

ذات حاجة

تناهتْ إليهِ الشقشقة، فلبسَ جناحين ملونين وطارَ إلى الشجرة العالية. حطَّ على غصنٍ كان ينتظره، تاه في مهرجان الأغنيات والألوان. جمع كل ما كان يتمناه  من حُبٍّ، ونثره على أصدقائه العصافير. أطلقَ العنان لحنجرته وبدأ الغناء. وهو في قمة النشوى داس على حين غفلة على جناح أحدهم. نظر ينوي   الاعتذار، فهالهُ الاحمرار في العيون. كان لا يزال في ذهول حين سمعَ صوت ارتطام الألوان  بالأرض. طارت الأغنيات وعربدتِ الزمجرة والمواء. وقف مذهولاً يبحثُ عن تفسير. انهالتْ عليه المخالب خدشاً، والأنياب نهشاً. نزل بسرعة يطارده الخوف. توارى عند أول زقاق. تكور في ركن مظلم يداوي ويداري النزف .
في الأيام التالية.. ظلَّ يَنْظِمُ الوقت حيناً بشقشقة، وأغلب الأحيان بمواء.

مقالات ذات علاقة

مرايا السحائب (2)

محمد دربي

زينك بلد …. لولا حمد !!

عوض الشاعري

أحبها هكذا

المشرف العام

اترك تعليق