عبدالسميع المشهور
لنْ تَسْتَطِيعَ إلَى الْمَنالِ سَبِيلَا
فَدَعِ الْمُحالَ ووَدِّعِ التَّأْمِيلَا
إنَّ الَّذِي تَرْجُوهُ لَيْسَ بِكائِنٍ
مَهْمَا عَزَمْتَ وشِئْتَ عَنْهُ حُصُولَا
فَلِقُوَّةٍ أُخْرَى كَقُوَّتِكَ الَّتِي
رَبَّيْتَ أوْ كادَتْ تَمَسُّ مَثيلَا
فَلِذاكَ لا تَعْبَأْ بِذاتِ شَجاعَةٍ
تَخْتارُ عَن زَيْفِ الرِّجالِ بَديلَا
إنَّ الْعُرُوبَةَ قَتَّلَتْ أَوْلادَها
وتَمَرَّغَتْ فِي الصَّاغِرينَ طَويلَا
إنَّ الْعُرُوبَةَ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها
فِينَا سُدًى وتَحَوَّلَتْ تَحْويلَا
ثَمِلَتْ بِنَا أوْ نَحْنُ فِيهَا نَنتَشِي
إِنَّا سُكارَى نَسْتَحِلُّ أُفُولَا
وبِحالَتَيْنِ وقدْ تَمادَى ضَعْفُنَا
لَن نَسْتَطيعَ إلَى الصُّمُودِ وُصُولَا
أَبَدًا تَرانَا تائِهينَ تَلُفُّنَا
أَيْدِي الْوَضاعَةِ تَسْتَشِفُّ خُمُولَا
فإِذَنْ، وحالُكَ هَذِهِ قُل لِي: مَتَى
تَرْمِي وَراءَكَ خَيْبَةً؛ لِتَزُولَا؟
وتكُونَ أنتَ وأنتَ وَحْدَكَ واقِفًا
بَيْنَ الْجَميعِ مُتَوَّجًا مَقْتُولَا
أَتُراكَ تَعْلَمُ أمْ جَهِلْتَ حَقيقَةً؟
أنَّ الْأَمانِيَ لَامَسَتْ تَضْليلَا
أَنَّ الْأَمانِيَ فِي بِلادِي كِذْبَةٌ
فَدَعِ الْمَنالَ ووَدِّعِ التَّأْميلَا
أَبُو سَرِيٍّ