طيوب النص

ماذا يمكنني أن أفعل..

الاسكتش البورتريه/ للفنان عماد السنوسي
الاسكتش البورتريه/ للفنان عماد السنوسي

هل سأبحث عنك في كل هذا الركام الذي يتنامى يوميا؟
هل سأقلب عن صوتك بين كل الضحايا والمتوجعين؟
هل سأكتب قصيدة معتادة ومكرورة لمثل هذه المصائب والفادحات؟

ماذا على الشاعر أن يقول دون أن يكون بارعا في إبعاد شبح الموت المفعول بشريا…
لا يمكن ذلك يا صديقتي المغفور لها ولي من كل هذه الحروب المستوردة..

ماذا يمكنني أن أصنع من الليل سوى قناع يشبهه لأعبر…
ماذا علي أن أصنع من النهار سوى مرايا كثيرة وكسيرة يتجزأ فيها وجهي إلى قطع صغيرة جدا لا يمكن للمتسوقين أن يرونها…

ماذا يمكنني أن أفعل بذلك النهر القديم الذي استحم فيه المسيح ثم تحول إلى قناة صرف صحي!

أليس كل الناس موتى؟ لكنهم يستمرون في العيش معجونين بالقهر ويفسدون عليهم قهوة الصباح..
لم تعد هناك علاقة للرجال الذين يهيمون على الإسفلت بذلك الطين اللازب!
لم يعد هناك علاقة للنساء بوحيد القرن..

أريد أن أبكي على الأقل مرتين مجددا!
مرة أمام ذلك الحصان الذي تخلخلت مسامير حدواته وهو يعدو نحو ذلك اللاشيء العظيم
ومرة عندما ماتت أمي في حادث دهس مهرجاني…

لا أعلم من ألقى في روع الناس كل هذا التيه الأنيق وكل هذا الكلام التافه المنمق!
كيف لهم أن يتعزوا جميعا بهذا التخاطب البديل لجذورهم ويستقوا من أنهار مرتدة وسيلكونية!
لا أعلم حتى كيف سقطت مياه كل تلك الوجوه التي لم أعرفها!

لم أعد مضطرا لأبحث عن كلام أخر غير هذا الكلام الرديء الذي يسقط واهنا من لساني وأجده كافيا
أصلا، حتى الوردة درجت على فعل ذلك مثلي..

29 سبتمبر 2024

مقالات ذات علاقة

زنابق الماء

عبدالسلام سنان

كلمات….

المشرف العام

قصائد الله

منى الدوكالي

اترك تعليق