طيوب النص

زنابق الماء

من أعمال التشكيلي عبدالقادر بدر

حين علّقتْ نداءاتها المشروخة على جُدُرِ الأرض الحبلى بالصداع والزيف، انتفضت هزائم الكون وقطّعت حرزها الوحيد، تناسلت غيمات ظامئة فوق أتونِ صحراء فحول، في جُبِّ نهر الخلاص الأيزوني، تعرّتْ صبّارة البكاء الأديمي، عند ذرْوةِ الهمجية كنهايةٍ قاحلة، من ثقوبِ السفوح الهشّة، تنداح غفوة الظِلال الوافدة من براثن الدروب الضائعة، تتربّصُ شهوة المطر بأثداءِ نحاسية اللمع، مدت مخالبها الصلصالية لآخرِ ورقة توتٍ لم تعد تسترُ قشّة الضمير اليتيمة، حين الريح اقتلعت حصون السراب الفذّة، شرعت أبواب الصحو الموغلة في سُباتها اللعين، تمرّدتْ أجنحة الماء الفضّية الطويلة، أينعتْ نهود الزنابق قبل مواسم الطمث، تشرنقت حلمات البُنْ، تبرقُ من خشخاشِ الزعب الفسفوري، النافرُ عند رعشةِ المساس الفاجع، جسدٌ صولجاني البريق، يؤزهُ شبقٌ نازي جارف عنيد، تمتصّهُ ذروة الهشيم، تبتلعهُ شهوة المزاج الرغيد، تسري في دمه بنكهةٍ تدفنُ غرغرة النار في ظهرها المسكوب بأجنّةِ الضجيج، كُلّما نفثت رعدتها الطائشة، حزّتْ خاصرة الرجف ومضتْ إلى قيامةِ الجحيم .

مقالات ذات علاقة

سيِّدةَ السَّحابِ

المشرف العام

مرايا .. خبز الحنين

المشرف العام

رقصة التفاح

عبدالسلام سنان

اترك تعليق