متابعات

اللافي يعزف على إيقاعات الذاكرة

محاضرة للسيد “علي اللافي ” بعنوان (إيقاعات الذاكرة)

احتضن فضاء محمود بي للثقافة بالمدينة القديمة طرابلس محاضرة جديدة ضمن الموسم الثقافي للجمعية الليبية للآداب والفنون بعنوان (إيقاعات الذاكرة) ألقاها “علي اللافي”، وقدمها الكاتب “رضا بن موسى” باستضافة من جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس، وذلك مساء يوم الثلاثاء 16 يوليو الجاري بحضور لفيف من الأدباء والمثقفين والمهتمين.

الخطوات الأولى
فيما أشار “علي اللافي” في مستهل توطئته إلى أن التاريخ كقيمة حتمية لا ينسف ويرسم عبر صفحاته كل من بذل جهدا مهما كان حجمه، حيث تناول اللافي ملامح من سيرته الذاتية وظروف دراسته ونشأته وتنقله من منطقة إلى أخرى علاوة على حديثه عن انخراطه في معسكر كشفي بطريق السواني ثم عمله بالمصرف الزراعي عقب التخرج من المعهد التجاري والفني بشارع هايتي، ولاحقا في إحدى الشركات النفطية، وأضاف بالقول : خلال شهر أكتوبر عام 1964م أتممت دورة تدريبية في مجال المحاسبة واللغة الإنجليزية بسان فرانسيسكو الأمريكية وفور عودتي توجهت بدوري إلى مقر اتحاد العمال ونقابة النفط، وتابع قائلا : أثناء ترددي على النقابة التقيت بالراحل “عز الدين الغدامسي” فعرض عليّ المشاركة بنشاط ثقافي واندفعت بحماس متقد ومزاج عالٍ لأنضم إلى مجموعة حزبية نشطة على قاعدة أن النضال السياسي والاجتماعي والثقافي ليس خيارا بقدر ما هو ضرورة وقناعة لامتناهية.

فعالية العمل النقابي
كما واصل اللافي استطراده بالقول : لقد انغمست في عمق غمار معارك العمل النقابي والنشاط السياسي السري بالتزامن مع التطور الحركي للمجموعة الحزبية التي تسعى لخلق توجهات جديدة تتعلق بالتكامل القومي والعلمانية والتنمية الاقتصادية فتعلمت عملية التنئشة السياسية، وكذا التجنيد السياسي، وأردف اللافي قائلا : إن هذه التنئشة تتوجه لإحداث التغيير في السلوكيات داخل المجتمع وإحلال ثقافة معرفية جديدة محل الثقافة التقليدية السائدة، مشيرا إلى أن ذاك الجيل كان يرنو نحو آفاق المستقبل إذ وجد نفسه تحت مظلة فكر متصحر عديم النماء غُلِّف بالجمود والتعقيد متكلس لا يستطيع الخروج من جلباب التخلف إلى التحضر والفكر المعرفي في مقابل ظهور قوى وعوامل اجتماعية صاعدة، وأضاف اللافي : كان العمود الفقري لنشاط الحلقات والخلايا لحركة القوميين العرب يرتكز على النقد والنقد الذاتي ومناقشة المستجدات على كافة الأصعدة وكيفية التعامل معها بكسب مناصرين ومؤيدين وضم أعضاء جدد للحركة، وقراءة الكتب ذات البُعد القومي والنضالي.

آفاق المعرفة
بينما يضيف اللافي أن المسار الذي سلكه قد دفعه إلى رحاب المعرفة للاطلاع فانطلقت رحلته مشحونة بجملة من المطامح الجامحة والآمال العريضة في ساحة النضال الاجتماعي والفكري والسياسي، ولفت اللافي بالقول : إنني انخرطت مبكرا في الحركة الكشفية وشاركت في عدة معسكرات محلية وعربية وشاركت في تأسيس فرقة التمثيل فضلا عن دورة تدريبية في العمل النقابي عام 1966م بالقاهرة، وأشار اللافي إلى أنه في شهر مارس عام 1967م أبلغتنا قيادة حركة القوميين العرب بقرار مؤتمرها العام فبراير 1967م القاضي بطرح خيار أدبيات التثقيف الماركسي كقاعدة فكرية بدلا من ثقافة التنظير القومي.

تحولات حركة القوميين العرب
وأوضح اللافي بالقول : إن هذا التحول أدى إلى حالة انشقاق واسعة في هيكلية التنظيم كأن الغالبية العظمى من المنتسبين للحركة كانت تنتظر لحظة انعتاق ففريق تبنى الخط الناصري القومي ويعمل بشكل أفقي فضفاض وفريق اختار طريق منهج الفكر الماركسي كمرجعية فكرية، وحسب ما أورده اللافي أن هذه النشاطات لاسيما الثقافية منها لم تنفك أن انفرط عقدها عقب اندلاع حرب 5 يونيو 1967م بمصر ولفت اللافي إلى أنه أثناء ذلك تنادت جميع القوى السياسية باختلاف مشاربها ونظموا مظاهرات مؤيدة ومناصرة للجيش المصري وقتذاك، كما أضاف اللافي بأن النقابات لعبت دورا كبيرا في هذا الصدد، وتابع بالقول : على خلفية هذه المظاهرات شُنّت حملة اعتقال واسعة شملت حركة القوميون العرب بكل هيكلها والقيادات النقابية، وعرَّج اللافي على الانعطافة الخطيرة في تاريخ ليبيا السياسي ممثلة في الانقلاب العسكرية بقيادة مجموعة من صغار ضباط الجيش، وهو وفق اللافي لم يكن مفاجئا فقد كنا على علم بحيثياته سلفا ونحن في السجن السياسي، واستعرض اللافي لمحات بانورامية عما آل إليه العمل النقابي من جمود بفعل سياسات نظام معمر القذافي التي أجهضت أية محاولة نقابية أو حزبية للتصدي لأي نشاط سياسي، ودخول ليبيا مرحلة جديدة من القمع والاستبداد زُهاء أربعة عقود ونيِّف.

مقالات ذات علاقة

تسمية الأبناء…بين التراث والمعاصرة

مهند سليمان

تأبين الشيخ عبد اللطيف الشويرف بمجمع ذات العماد

مهنّد سليمان

نقاد: محمد العلاقي مجدد وصاحب بصمة في المسرح الليبي

المشرف العام

اترك تعليق