متابعات

تأبين الشيخ عبد اللطيف الشويرف بمجمع ذات العماد

احتفالية تأبين الشيخ عبد اللطيف الشويرف

استضافت قاعة مؤتمرات مجمع ذات العماد بمدينة طرابلس صباح يوم السبت 25 مايو الجاري احتفالية تأبين للشيخ والعلامة الراحل “عبد اللطيف الشويرف”، وذلك من تنظيم بلدية طرابلس المركز بالتعاون مع كل من مجمع اللغة العربية وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية بحضور نخبة من الأكاديميين والمشايخ والفقهاء.

سر أسباب النجاح والسؤدد
حيث استهلت فقرات الحفل الذي قدمه “عبد الهادي المحجوبي” بقراءة آيات بيات من الذكر الحكيم، ومن ثم ألقى الدكتور “عبد الحميد الهرّامة رئيس مجمع اللغة العربية كلمة أشار من خلالها إلى أن الشيخ الشويرف بعد انتقاله للرفيق الأعلى وانقطاع عطائه العلمي والفكري والثقافي بعد مسيرة طويلة من ذاك العطاء الجزيل فلقد فُجع الجميع بخبر وفاته ما جعل الناس يتبادلون التعزية فيما بينهم، وكأنهم جميعا أسرته وأهله ولكن خير مصبور عليه ما لا سبيل إلى رده، وأضاف الدكتور الهرّامة بالقول : ما سر هذه الخصوصية التي تميز بها الشيخ الفاضل فجمعت حوله كل القلوب وهيأت له أسباب النجاح والسؤدد، وما المناقب التي تحّلى بها حتى صار بموجبها قدوة سامية وأسوة حسنة نقدمها باعتزاز لأجيالنا القادمة، وأردف الدكتور الهرّامة قائلا : إن أول هذه المناقب هي تعلقه اللافت بالقرآن الكريم وهي الصفة التي بدأت بحفظه لكتاب الله العزيز في أشهر كتاتيب طرابلس الغرب المعروف بكُتّاب الشيخ مختار حورية، وقد رسّخها في مجالس التلاوة الجماعية بحضرة شيخه عمر الجنزوري وبتلاوته لصلاة التراويح ثم كان بهذه الصفة عضوا أو رئيسا للجنا المصحف الشريف في جمعية الدعوة الإسلامية وفي الهيئة العامة للأوقاف.

إطلاق اسم الراحل على أحد شوارع طرابلس
كما ألقى السيد “إبراهيم الخليفي” عميد بلدية طرابلس المركز كلمة أكد فيها بأن جزء كبير من إبراز القدوات داخل المجتمع الليبي هي أحد مهام البلدية لاسيما العلماء منهم، وتابع بالقول : إنه نظرا إلى تاريخ الشيخ الشويرف ومكانته العلمية والسياسية والثقافية والدينية كان لزاما علينا أن نقف تأبينا لروح الشيخ الراحل مشيرا إلى أن ما أسرنا في الشيخ الراحل هي أخلاقياته فكل ما جالسناه لم نشعر قط بأنه قد تبوأ جميع هذه المراكز وأنه سار بحياته بكل هذه النقاط، ودعا الخليفي كل طلبة العلم والمرافقين للعلماء أن تُبرز علمائنا وتساهم في إخراج تراجم حقيقية لهؤلاء الأعلام الأجلاء كي نستمتع بهم في حيواتهم، وأضاف الخليفي بالقول : إن الشيخ الشويرف كان يمتتاز بحضور عال وكاريزما ملحوظة بين أهالي طرابلس فكان له أثر رائع في قلوب الجميع، وكنا دائما نعتقد فيه الصلاح، وأعلن الخليفي في المقابل أن البلدية تدرس إعادة تسمية وتحديث بعض شوارع المدينة وعلى رأسها تسمية شارع باسم الشيخ الراحل تكريما لأسماء علماء البلاد الكِبار.

الشيخ الشويرف كان يصدع بالحق
بينما ألقى الدكتور “صالح سليم الفاخري” رئيس جمعية الدعوة الإسلامية العالمية لافت عبرها إلى أن قاعات الدرس في مختلف دور العلم والمساجد ووسائل الإعلام تشهد للشيخ الراحل على عُلوّ كعبه ومنزلته العلمية والأكاديمية الرفيعة، وبيّن الدكتور الفاخري أن الشيخ الراحل لم يترك وجها من الوجوه أو جانبا من الجوانب إلا وقف عنده بما يناسبه وكأنه بذلك يريد أن على تلك السلطة بأن ما تقوم به في هذا الصدد يخالف حتى ظاهر نصوص القرآن التي كانت معتمدة عندها نظريا كونها شريعة المجتمع من خلال ما كان ينشر في وسائل الإعلام والشعارات الموضوعة هنا وهناك من أن القرآن شريعة المجتمع، وأضاف الدكتور الفاخري أن الشيخ الشويرف كان يصدع بالحق ما وجد إلى ذلك سبيلا.

فيما شارك عدد آخر من الأساتذة والمشايخ بكلمات تأبينية عددوا فيها مناقب الشيخ الراحل ومآثره الحميدة مستعرضين خطوطا من مَعين علمه وجزيل عطائه طوال مسيرة طويلة تجاوزت النصف قرن ونيِّف، وهم : الدكتور عبد اللطيف المهلهل، الدكتور صلاح سالم، الدكتور الصديق بشير نصر، الدكتور محمد بلحاج، الدكتور خليفة الأسود، الدكتور رضا جبران علاوة على مشاركة أسرة الراحل ممثلة في المهندس سالم الشويرف.

مقالات ذات علاقة

الختالي يُسلط الضوء على أيقونات ما قبل التاريخ في ليبيا

مهنّد سليمان

إضاءات عن الرائدات الليبيات

مهنّد سليمان

«العبارة» يسرد تاريخ عرائس الظل

عبدالسلام الفقهي

اترك تعليق