نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون، الثلاثاء، ندوة تحت عنوان «محمد العلاقي مخرجاً»، تحدث خلالها بعض من عاصروا المخرج الراحل عن مسيرته الفنية في مجال المسرح، بحضور عدد من الأدباء والمسرحيين والنقاد.
قدم الندوة دكتور علي خليفة، متناولاً أهم السمات التي طبعت مسرح العلاقي ومدرسته، فيما قدم الناقد الفني أحمد عزيز ورقة بعنوان «الفنان المخرج محمد العلاقي استنطق الفضاء المسرحي ليتحدث بلغة بصرية جديدة»، حسب ما نشرت صفحة الجمعية الرسمية في «فيسبوك».
وأكد عزيز أن العلاقي أسهم في إثراء الحركة المسرحية الليبية من جهة، وساهم من جهة مقابلة في تكوين وإعداد أجيال من الخريجين بمعهد جمال الدين الميلادي للموسيقى والمسرح انخرطت لاحقا في مسيرة المسرح وبرز بعضهم بقدراته العالية.
أما الناقد المسرحي، عبدالله هويدي، فاتفق مع بعض من سبقوه بالحديث على أن مسرح العلاقي مسرح تجديدي حاول بما اكتسب صاحبه من علم ومعرفة تجاوز حالة الجمود والتقليدية السائدة متخذا من مقولة «المسرح تغيير وليس تفسيرا»، شعارا يرفعه وينطلق منه عمليا.
وكذا اتفق كل من الناقد السينمائي رمضان سليم والفنان إسماعيل العجيلي وهما اللذان عاصرا المخرج وتابعا بعض أعماله، على أنه مجدد في المسرح الليبي وصاحب بصمة واضحة فيه.
ووُلد العلاقي في 14 يوليو العام 1944 في صفاقس بتونس، وهو البكر لأسرته المكوَّنة من ستة أخوة وأخوات. وعُرف بين أهله باسم «المجادي» نسبة لأحد الأولياء الصالحين الموجودين في المنطقة، وانتقل مع أسرته في بداية الخمسينات من القرن الماضي للعيش في ولاية «قفصة»، حيث درس المرحلة الابتدائية، ثم درس المرحلة الإعدادية بالقسم الداخلي في إحدى مدارس «قبلي».
وفي العام 1961عاد مع عائلته إلى ليبيا وسكن مع أسرته في منطقة «عكارة»، كان يدرس الثانوي في الفترة الصباحية وفي المساء يعمل في شركة نفطية. أراد أنْ يدعم عشقه للمسرح بالدراسة الأكاديمية فذهب في مايو 1968 للدراسة في «المركز العالمي للتكوين والبحث المسرحي» في باريس بإدارة «جاك لانج» وزير الثقافة الفرنسي فيما بعد.