كان نصا جميلا
أو هكذا كنت أعتقد ..
كتبته على
رجع ناي شجي
تبدد في مقام الانتشاء
فأحيا به الروح بعد موتها ..
ترنم فانسابت المجازات
كجداول عاشقة
تلامس أودية من حصى ..
استعرت بريقه
من البرك الراكدة
وهي تعكس
سنا بدر مكتمل ..
من الليل
وهو يحتضن
حكايات الأصدقاء
من الشعراء
وهم ينضدون قصائدهم
على موائد السهر ..
طرّزتُ حكمته
بالوصايا التي تساقطت
من أفواه العجائز
بينما يوزعن
ألوانهن الزاهية
على أجساد الحصائر
وينحتن الذكريات
على وجوه الأروقة ..
بالعشق الموارب
الذي كان يسكن
صدور الصبايا
وينساب ألحانا
من ثقوب الليل
حين تقبض الأيادي
على أقطاب الأرحية
وتفرغ شحنات الحنين ..
حين تُسحب
حبال الرجاء
من غَيابَةِ العمر
وتداعب الأمنيات
أوتار البشارة ..
كان نصا جميلا
أو هكذا كنت أعتقد ..
أنجزتُه في اللحظات
التي يغادر فيها الليل
متأبطا هدأته ..
نسجته على غرار
مناديل الوداع
وهي تمسح
دموع الأعين المهجورة ..
سبكته من روائح الأرض
وهي تتعطر
لشبق المحاريث
بشهوة الإنسان
وهو يتملّص
من سطوة القيود
ويهاجر صوب
مدائن الاختيار ..
كتبته بوله الحالم
ثم اكتشفت أنه
تبخر مع أول صحوٍ
وتسرب من شقوق
الذاكرة المخرومة ..
كتبته بوله
ثم ضاع مني
ربما لذلك
رأيته نصا جميلا
أو هكذا كنت أعتقد ..