طيوب عربية

الكلمات تكسر ظهري

(المدينة القديمة) من أعمال التشكيلي الليبي عبدالجواد المغربي
(المدينة القديمة) من أعمال التشكيلي الليبي عبدالجواد المغربي

الثَّالث عشر من نيسان
أستيقظ في السَّادسة والنِّصف صباحاً
أرى لون الشَّمس على الجدار
برتقالياً لا يكبر
ولا ينقسم إلى ما يسحقُ الخداع
أتنقَّل من غرفة إلى أخرى
لستُ في أيِّ مكان
والكلمات تكسر ظهري
.
عليَّ ألا أكتب شيئاً مجدداً
أن أدع الأشياء تحدث أو تتوَّقف في الفراغ
سأستمع إلى الاعتصامات التي تملأ الشَّوارع
إلى الأميركي والأوروبي والآسيوي والأفارقة
ولا حاجة إلى القلق من التّفاهات والغباء والفرح بالقنابل
في الإبادات الصَّغيرة
سأتقلَّب قليلاً على الفراش
ألمس وجه ابنتيّ
ثم بحلول المساء
سيعثر الألم على نجمة
.
تقول:
من حقِّ الأشجار أن تغيِّر الأفكار والمدن
وألَّا يعيقها البشر حتَّى في موتهم
أسأل:
إن كنَّا غباراً لمَ لا نرتفع؟
لمَ لا نُمحى عن وجود الأشياء
وينتشلنا عزف هزيل للهواء أو وضوح نألفه باللَّمس؟
.
جميع النَّاس يذهبون إلى مكان ما
يلتقون بشراً مثلهم
وليس هذا ما يمنحهم السَّعادة
مع ذلك، هناك من تعلَّم التَّجديف حتى أسفل النَّهر
هناك من ضحك في بستان كرز
هناك من قرأ ريلكه “اذهب الآن وانشغل بقلبك”
هناك من قضى ليلة بكاملها يحاول أن يكسر مع أبيه قشرة جوز الهند
هناك من تعلَّم لعبة الاختباء واكتشف القبلة والعناق
هناك من سأل : إلى أين ترحل كلُّ تلك الغيوم؟
جميع النَّاس يذهبون إلى مكان ما
يلتقون بشراً مثلهم
ولا يعودون أبداً
إلى ما كانوا عليه

مقالات ذات علاقة

سرمدان… رواية جمانة مصطفى تفتح الباب لعودة “الأساطير العربية”

أحلام المهدي

فرانكفونيّة المسرح بين الأنا والآخر…باكورة مؤلفات أحمد ضياء

مهند سليمان

خطاب اللاوعي المتأزم – نكاية بلذّة السّرد

المشرف العام

اترك تعليق