شخصيات

في الذكرى الخامسة عشر لوفاة الشيخ أبو بكر ساسي المغربي

الشيخ أبوبكر ساسي (الصورة: فريال الدالي)
الشيخ أبوبكر ساسي (الصورة: فريال الدالي)

تاريخ وفاته :2/ 4/ 2009م.1

“كنت أقتات على رغيف الخبز المصري ليومين وأحيانًا أكثر، نتيجة صعوبة الأوضاع أثناء الحرب”. قال لي هذا الشيخ أبو بكر ساسي المغربي رحمه الله، ضمن حوارين مطولين سجلتهما معه خريف عام 2003م.

تلك الفترة العصيبة بدأت مع نهايات 1940م إلى أن أقفل عائدًا إلى طرابلس عام 1943م، بمجرد أن وضعت الحرب أوزارها، ولعودته قصة ليس هذا مجال سردها.

كان شيخنا -رحمه الله- قد نال شهادة دبلوم الخط العربي من مدرسة تحسين الخطوط الملكية بالقاهرة عام 1941م2، كان هذا متزامنًا مع أحداث كبيرة على مستوى العالم.

الأزمة التي عاشها شيخنا لم تكن -فقط- بسبب الحرب العالمية الثانية التي لم تكن القاهرة ضمن ساحاتها الحربية والتي تعذر معها وصول أي إعانة من أسرته التي يدرس ويقيم على نفقتها في القاهرة ؛ بل -أيضًا- بسبب الوضع السياسي، وتدخلات حكومة فيشي الضاغطة، كانت حقبة صعبة ليس فقط على الطلبة الليبيين الذين لا تشملهم جراية3 الأزهر الشريف؛ بل على كل الموجودين من مواطنين ومغتربين؛ بسبب التضييق الاقتصادي والتسويف لتكوين حكومة جديدة.

والحقيقة، وللأمانة، إنني مدينة للشيخ أبو بكر ساسي المغربي حيًّا وميتًا؛ فرغبتي بتدوين سيرته العطرة والحافلة بالعمل والعطاء في كتاب عن حياته وأعماله، ولما تمتاز به المدة التي عاشها من ثراء في الأحداث التاريخية، كونه عاش اثنين وتسعين عامًا منذ عام 1917م إلى 2009م، عاصر فيها فترة الاحتلال الإيطالي، والانتداب البريطاني (حكم طرابلس تحت الإدارة البريطانية التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية الثانية)، ثم فترة التهيّؤ والاستعداد لاستقلال ليبيا، وفترة المملكة الليبية، وعهد القذافي إلى أواخره.

هذا الثراء، جعلني أحث البحث في كل ما أستطيع الوصول إليه مما كتب عنها؛ لأكوّن صورًا مقطعية أستطيع من خلالها نقل الحدث ضمن مشهد بانورامي تاريخي بالتزامن مع الأوضاع والأحداث لنفس الفترة ما أمكنني.

رحم الله شيخنا الفاضل الجليل الشيخ أبو بكر ساسي المغربي، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته.

بالمناسبة: الشيخ أبو بكر ساسي المغربي هو ابن نفس الحي الذي أنتمي إليه، حي العمروص العريق شرق مدينة طرابلس حفظها الله.


1- هذا هو التاريخ الصحيح لوفاته، وليس كما يشاع من أن وفاته كانت في الرابع من فبراير.

2- هذا هو التاريخ الصحيح لنيله دبلوم الخط العربي، وليس كما يشاع من أنه ناله عام 1943م.

3- جراية، هي ما اصطلح على تسميته لمنحة الأزهر الشريف، حيث كان جل الليبيين يدرسون على نفقة أهاليهم، كما أن للجراية الأزهرية مع الليبيين قصة أخرى، أنشرها في الكتاب بإذن الله.

مقالات ذات علاقة

الذكرى الستون لوفاة حمد سيف النصر

سالم الكبتي

محمد حقيق.. نبع الفن الليبي المتدفق

أسماء بن سعيد

كل يوم شخصية ليبية مشرقة (20).. علي مصطفى المصراتي

حسين بن مادي

اترك تعليق