الطيوب | متابعة وتصوير : مهنَّد سليمان
أقيمت بدار محمود بي للثقافة بالمدينة القديمة طرابلس أمسية ثقافية جاءت بعنوان (حكايات من الجنوب الليبي) ليلة السبت 30 من شهر مارس الجاري، وذلك ضمن دورة أيام الخير الموسم الرمضاني لفعاليات ليالي المدينة لعام 2024م بمشاركة كل من الكاتب والقاص “إبراهيم عثمان عثمونة“، والقاص والروائي “إبراهيم عبد الجليل الإمام” بحضور لفيف متنوع للنخب الأدبية والصحفية، وافتتح الأمسية الشاعر والكاتب “صالح قادربوه” بكلمة ترحيبية أشار من خلالها إلى ما يحمله الجنوب الليبي من كنوز تراثية وحكائية هائلة تزخر بها واحات الجنوب داعيا إلى ضرورة أن يكون للجنوب دائما المكان التي يستحقها في كل محفل ثقافي.
مختارات عثمونة
بدوره استهل القاص إبراهيم عثمونة مشاركته بتوطئة أوضح فيها أن نصوصه القصصية لن تتنافس معه في أي تظاهرة ثقافية أخرى مثلما حدث بعد إعلانه عن مشاركته في في ليالي المدينة بطرابلس، وتابع بالقول : ودعت النصوص التي قد لا يُحالفها الحظ هذه المرة بأنني سأحملها معي إلى القاهرة في العام المقبل، غير أن كل الذي كتبته منذ سنوات وادخرته لمكان جميل هو حاليا لا يرى مكان أجمل من مدينة كطرابلس، وأضاف قائلا : إنني حين أكتب عن الجنوب أشعر بأنني اكتب بحبر أسمر لا يصلح إلا إلى هناك، وإنه كلما ابتعد حبري عن فزان بهت وصار باردا، ثم واصل عثمونة مستطردا بقراءة مختارات من الحكايا القادمة من عمق الجنوب حيث تُحرّكها نماذج إنسانية مختلفة مرتكزة على عدد من المواقف والمفارقات ذات الإيقاع الفني المشترك.
وصايا الإمام
فيما شارك القاص والروائي “إبراهيم عبد الجليل الإمام” بنص قصصي بعنوان (وصايا) إذ يتناول الإمام في متن حكايته شخصية تدعى “سعد الدين”، وهو رجل طاعن في السن توفي قبل عقود سحيقة لكنه ترك وصيته قبل أن يموت لأبنائه وسلالته من بعده، وكانت وصية سعد مكونة من ثلاثة بنود فقط لا غير فقد طلب من أبنائه أن لا يمهلوا بندا واحدا من تلكم البنود المشار إليها فإنما هناء ورغد حياتهم مرهونة بتنفيذ شروط هذه الوصية، ومن الشروط أو البنود الثلاثة التي أوصى بها سعد تكمن في ألا يتعمقوا في بر السودان بأن حدد لهم حدا لا يتخطوه، من جانب آخر يضيف الإمام أيضا على لسان الراوي بالقول : إن كثيرا ما أتذكر الوصايا فهي لا تفارقني تعيش معي وتقوِّم سلوكي وتحدد مساراتي واختياراتي لهذا حرص الأسلاف على كتابة وصاياهم كي لا يمحوها الزمن وتصاريفه المتقلبة.
الكنز المعلون
من جهة أخرى شارك كذلك الكاتب الشاب “أحمد عز الدين” بنص قصصي بعنوان (الكنز المعلون)، ويدور النص حول شخص تُصب لعنة ما جراء كابوس مزعج استحوذ عليه أثناء نومه فرأى النار تلتهم منزله ورقعة الحريق تتسع لتشمل المدينة كلها ليجد نفسه حين يصحو في ذات المكان الذي يمقته، وتتصاعد الأحداث حتى يُخبره أحدهم بأنه ابن النبوءة الجديد، وهو من تقع عليه مسؤولية تخليص المدينة من اللعنة وارتباط ذلك بفرضية وجود كنز ما موجود داخل أسرار المدينة كخطوة أولى للخروج وربما تحريرها من تلكم اللعنة.