عمر الكدي
سلحفاة جدي
في طفولته البعيدة
عثر جدي على سلحفاة صغيرة
في أحد الوديان حملها وعاد بها إلى البيت
أطلق عليها اسم جفالة
ربما لأنها عندما تشعر بالخطر
وحتى بالسئم تقفل عليها بابها
ولا تستجيب لنداءاتنا ولا حتى للطرق
كانت تختفي حينا ثم تظهر
فنحتفي بها ونقدم لها الخضروات
والفواكه والأعشاب الندية
فتأكل ببطء يثير الحنق
فيضحك جدي ويقول
لا تستعجلوها فهي تعيش طويلا
لأنها بطيئة في كل شيء
عكس الأرنب التي لا تكف عن الجري
ثم تموت سريعا
حتى الآن عاصرت خمسة كلاب
وأربعة حمير وأربعة خيول
وثلاثة من الأبل وعدد لا يحصى
من الماشية الأرانب والدجاج
كان جدي يختفي سنوات ثم يعود
فتخرج من حيث لا ندري
وتقترب منه وتقول اختفى برهة ثم عاد
ويوم موته سمعت صرخة أمي
فحدقت نحو الزيتونة ورأت الفراشات
ورأت جدي يصعد إلى السماء
فقالت ها هو يسافر مرة أخرى
ثم انتبهت إلى أنه يتجه إلى أعلى
وليس للشمال والجنوب والشرق والغرب
وعندها أدركت أنه الموت
فاستغربت من مخلوقات تستعجل موتها
ومضت مبتعدة عن صراخ النساء
ورائحة الموت.