المقالة

هل حقا الانتخابات هي الحل؟؟!!

الانتخابات هي الحل 1

الانتخابات (الصورة: عن الشبكة)
الانتخابات (الصورة: عن الشبكة)

“الانتخابات هي الحل”… جملة اصبحت تتردد على لسان يتحدث عن الازمة الليبية داخل البلاد وخارجها من كل المستويات والمناصب وكلا لا ينهي حديث او يبده الا بجملة الانتخابات هي الحل للازمة الليبية ويطالب بضرورة اجراءها في اسرع وقت ممكن.. هذا الوقت الذي مر عليه سنوات طويلة دون ان نعرف نهايته او مدى سرعته لإجراء مثل هذه الانتخابات المزعومة والمنتظرة والتي يزيد بها الكل على الكل ويضعها شرطا لترك منصبه وتسليمه لغيره.. والذي حوله الى ملكية خاصة لا يحق الاقتراب منها طيلة سنوات.. وبدونها لا احد يريد ان يترك كرسيه الذي وصل اليه بطريقة او اخرى حقا وباطلا.

لكن يبقى السؤال الاهم والذي ربما يطرحه البعض ولو خارج السياق ودون اعلان.. “هل حقا ستكون الانتخابات هي الحل للازمة الليبية…؟؟!! ” في حالة اجراءها طبعا.. وهي من ستخرج ليبيا والليبيين من كل مشاكلهم وصراعاتهم وازماتهم المتراكمة منذ سنوات بل ربما منذ عقود طويلة وستبنى لهم وطنا لا مثيل له.. وستقدم لهم رجالا كل همهم خدمة البلاد والعباد.. وستكون العصا السحرية التي ستغير كل ما نعيشه اليوم من ازمات وصراعات وحروب وفساد وجرائم.. وستخلصنا من كل الوجوه التي تصدرت المشهد لسنوات طويلة بكل الطرق والوسائل والمواقع.. سلطات رسمية.. سلطات امر واقع.. سلطات مغتصبة.. سلطات اعلامية.. وغيرها الكثير ممن اصبحوا يقودون البلاد والعباد ويتحكمون في مصائرهم في كل المواقع وبكل السبل ومن لا قيمة لهم ولا مكان الا في مثل هكذا ظروف من فوضى وازمات وانقسامات.

ويبقى هذا السؤال اساس لما هو قادم حتى لا نتفاجأ عند اجراء هذه الانتخابات المجهولة الموعد والزمان ” ان جرت يوما اصلا ” انها لم تحقق جديد ولم تقدم حلول بل ربما قد تزيد الازمة تعقيدا والانقسام تشديدا والامور فسادا والوجوه سوأ.

لكن لماذا هذا السؤال الذي يحاول الكثيرون القفز عليه وعدم البحث عن اجابة حقيقية له حتى لا نقع في المحظور ولا تكون الانتخابات مجرد خطوة للتخلص من ازمة والدخول فيما هو اسوء.. لان اجراء الانتخابات في ليبيا رغم اهميتها وضرورتها في نهاية الامر في مثل هكذا ظروف قد لا تحقق المطلوب منها.. وخاصة الانتخابات التي يمكن القول عنها انها اس كل العقد وسبب كل تأخير الا وهي الانتخابات الرئاسية التي يريد كل فرد طامح للسلطة والحكم ان يصل من خلالها الى كرسي الحكم الاول

والذي قد يحول البعض الى الرجل الأوحد ان تحقق له ما يريد ونجح في الوصول اليه باي طريقة كانت انتخابات او غيرها.. بعد ان فشل الكثيرون منهم في تحقيق هذا الحلم رغم كل المحاولات بمختلف الوسائل الممكنة التي وصلت الى حد فتح الجبهات وسفك الدماء وقتل البشر ودمر الحجر.

 ولكن عندما فشلت كل الطرق والوسائل اصبح الكل يردد ان الانتخابات هي الحل ليس ايمانا بها من جلهم ولا تمييزا لها ولا حبا في ديمقراطيتها التي اخر ما يريده مثل هؤلاء المتمسكين بالكراسي والطالبين لها.

إن وضع الانتخابات لوحدها على اساس انها هي الحل الذي لابد منه في ظل هكذا ظروف وهكذا شخوص وهكذا سلطات اعتقد انه امر تجانبه الحقيقة ويرفضه الواقع ويمنعه اصحاب السلطات المختلفة.. لان اجراء أي انتخابات في مثل هذه الوضعية ومع وجود كل هذه الشخوص التي لا يريد احدا منها مغادرة المشهد بانتخابات او بدونها.. بل الكل يريد ان يزيد من مكاسبه ويصل الى اعلى كراسي السلطة من خلال مثل هذه الانتخابات المزعومة وان لم يتحقق له ذلك فأن الامور لن تكون كما يراد لها من الكثيرين سواء ممن يخوضون مثل هذه الانتخابات طلبا لأعلى سلطة او ممن يدعمون شخوصا ويرفضون اخرى وهم غير مستعدين للتنازل عن هذه الكراسي الا لمن يدعمونهم وان حدث وفشل وصوله فأنهم لن يسلموا بالأمر وسيجدون كل الوسائل والسبل لعرقلة مسار هذه الانتخابات ورفض نتائجها ومنع التسليم لمن يفترض انهم فائزين كلا حسب موقعه وطريقته.. وطبعا الانتخابات الرئاسي ستكون هي اساس كل المشاكل وكل القضية وهو ما سيكون له كلام وتفصيل اكثر في مقال قادم.. بأذن الله.

مقالات ذات علاقة

بطولة مُحامي الرمز عُمر المختار

عبدالحكيم الطويل

المدينة الرمادية

يوسف القويري

شعر المهجر 

عادل بشير الصاري

اترك تعليق