الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
استأنف مجمع اللغة العربية بطرابلس موسمه العلمي والثقافي لعام 2023م، صباح يوم السبت 30 من شهر سبتمبر، بمحاضرة جاءت بعنوان (أوهام جولدتسيهر حول الظاهرية وابن حزم…دراسة في كتاب الظاهرية : مذهبهم وتاريخهم لجولدتسيهر)، ألقاها الباحث المهندس “محمد عبد الناصر محمد راشد”، وقدمها الدكتور “الصدّيق بشير نصر” بحضور لفيف من أعضاء المجمع وعدد من المهتمين، وقد سلط المُحاضر الضوء في محاضرته على شخصيتين هما المستشرق “إغناتس جولدتسيهر”، وابن حزم الإمام الأندلسي صاحب الكتاب المعنون (الظاهرية)، وأشار المهندس عبد الناصر إلى أن جولدتسيهر كان يهدف إلى إعداد مجموعة كتب حول التطور التاريخي للدين الإسلامي بقصد الإحاطة الشاملة به والإلمام بجميع مؤسساته، وليتحقق له ذلك آثر اختيار دراسة التطور التاريخي للفقه الإسلامي وقواعده وأصوله، وهو جوهر مضمون كتابه، وأضاف المُحاضر إن جولدتسيهر عمد لربط هذا الطور بمصدره الذي انبثق عنه المتمثل في الكتاب والسنة مع مراعاة التركيز على المنهجية المتعلقة بقواعد استنباط الفقه من المصادر الشرعية، وأردف قائلا : ثم تقييم العلاقة القائمة بين تطوره ومصدره ليتوصل بذلك إلى الحكم على حقيقة الدين وفق مزاعمه.
الفروق الجوهرية بين المذهب الظاهري والمذاهب الأخرى
فيما أوضح المُحاضر أيضا بأن المؤلف قد اعتمد في الإعداد لكتابه على مصدرين اثنين ساعداه على دراسة المذهب الظاهري، وهما مخطوطتان للإمام ابن حزم الأندلسي (المِلل والنِحل)، وكتاب (الإبطال) في محاولة من قبل المؤلف للكشف عن بعض ما اكتنف المذهب الإسلامي من غموض لدى المستشرقين الأوربيين، ولفت المُحاضر إلى أن المؤلف استعرض أبرز النقاط التي انفرد بها المذهب عن باقي المذاهب السنية الأخرى فحدد الفرق الجوهري بين المذهب الظاهري والمذاهب السنية الأخرى ليلخصه في عبارةته (اعتماد أهل الظاهر على حرفية النص معيارا واحدا لصياعة الأحكام الفقهية).
ملامح المذهب الظاهري
من جانب آخر أكد المُحاضر أن محاضرته ليست بصدد مناقشة علاقة المستشرقين في العالم الإسلامي وأثره وتأثيره بقدر ماهي معنية بالمقام الأول بدراسة كتاب المؤلف جولدتسيهر وتبيين وشرح ملامح رؤيته للمذهب الظاهري، كما تطرق المُحاضر إلى حدود معرفة مدى وموضوعية ودقة دراسة جولدتسيهر وإلى أي مدى حاول جولدتسيهر الالتزام بمعايير النزاهة والحيادية أثناء تناوله لموضوعاتها، وبالتالي مدى وثوق قارئ كتابه من النتائج التي توصل إليها، بينما طرح المُحاضر مسألة نجاح صاحب الدراسة في مشروعه للكشف عن عموض المذهب الظاهري، وعرّج المُحاضر على بعض الأمثلة الفقهية التي تضمنها متن الكتاب علاوة على الإشكالات المسائل المتصلة بالمذهب الظاهري عامة، وما يتعلق بابن حزم على وجه التحديد.