أطلقْ دموعك حقا إنهم رحلوا
وخلّفوا حسرةً في القلب تشتعل
أطلق دموعكَ إنّ الحزنَ مرّ بنا
وقد أقام فقل لي كيف أحتملُ
كم كنت تحبسُها في كل نازلةٍ
مخافةَ العذلِ فليعذرك من عذلوا
لم يخلق الله دمعا كي نخبئهُ
وأيُّ نفعٍ لغيمٍ ليس ينهملُ
يا جرح درنةَ دع قلبي وخذ بدني
فإنّ قلبي لهم حلّوا أم ارتحلوا
يا جرح درنة مَنْ منّي سيوقظني
حتى أرى كيف أنّي فيك أغتسلُ
يا جرح درنةَ قد أوغلت في كبدي
يا جرحَ درنةَ هل يوما ستندملُ
وهل تعود دروبٌ كنتُ آلفُها
ما رحتُ إلا وبي من عطرها بللُ
وهل يرحّبُ بي قيسٌ وإخوتُهُ
وهل يفوح بخورٌ حين نحتفلُ
وهل سينشدُ لي عونٌ مدائحَهُ
وقلبُهُ بنَدِيِّ الحُبِّ يبتهلُ
وهل بأشرفَ تزدادُ النُّهى شرفا
إذ قولُهُ بحبيب الله متصلُ
يا ياسمين بلادي عد فبعدك كم
ضجّت من الشوكِ هذي الدورُ والسُّبُلُ
قد كنت أيقونة في حيّ من عبروا
إلى السماء فلا تركن لمن سفلوا
ليت الحكومات والنواب ما خلقوا
وليت إذ خلقوا عن أرضنا ارتحلوا
الكاذبون علينا كلما خطبوا
والمزمعون فسادا كلما سعلوا
والناهبون من الأموال أكثرَها
وليت ما نهبوا مثل الذي بذلوا
دمُ الضحايا أمام الله يلعنكم
يا كُلّ من سرقوا
يا كُلَّ من قتلوا
قد وحدت شعبنا الآلآمُ فانتبهوا
إذا توحّدَ شعبٌ زُلزلَ الجبلُ
يا درنةَ الحُبِّ يا أرضَ الصحابةِ لن
تكوني إلا كما تَشتَاقُكِ المُقَلُ
غدا نقول لكلِّ الموجعاتِ كفى
فقلبُ درنةَ بالأفراح منشغلُ
لولا اليقينُ بأن نلقى أحبتنا
ماكان يزهر في أحداقنا الأملُ