يصادف اليوم الأربعاء التاسع من أغسطس الذكرى 83 لتأسيس الجيش السنوسى «جيش التحرير»، والذكرى الـ71 لتأسيس الجيش الليبى العام 1952م.
قبل ثلاثة وثمانِينَ عاماً وبالتحديد في 9 أغسطس 1940م شهدت منطقة «أبورواش» عند الكيلو 9 طريق الإسكندرية الصحراوي بالدولة المصرية حدثاً عظيماً شهد أول تجمع للمجاهدين الليبيين المؤسسين الأوائل لنواة الجيش الليبي لمقاومة الاحتلال الإيطالي، الجيش الذي أعلن انضمامه للحلفاء ضد دول المحور في الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في منطقة عمليات شمال أفريقيا وذلك بعد اجتماعات مطولة قادها الأمير إدريس السنوسي رحمه الله في المنفى وأهمها الاجتماع الذي تم في منزله بالإسكندرية في السادس من رمضان 1385هجري الموافق في 20 أكتوبر 1939م، وبحضور أربعين شخصية وطنية وزعامة ليبية من كبار المجاهدين، ونتج عنه أن فوضوه لمفاوضة الحكومة الإنجليزية بشأن تكوين جيش مهمته المشاركة فى تحرير ليبيا من الاستعمار الإيطالي.
تأسس جيش التحرير في 9 أغسطس 1940م، وقد أطلقت قوات الحلفاء على هذا الجيش اسم: «القوة العربية الليبية»، وعرف بين الليبيين باسم: «جيش السنوسي»، و«جيش التحرير»، وأطلق عليه أيضا «الجيش المرابط»، تحت راية وقيادة الأمير إدريس السنوسي بتفويض من الليبيين الذين قرروا دخول الحرب إلى جانب الحلفاء لتحرير البلاد وطرد المستعمر الإيطالي من ليبيا، قوات الحلفاء التي ضمت: بريطانيا والولايات المتحده الامريكيه وفرنسا.
ومن ابورواش انطلق جيش التحرير وكانت «معركة سيدي براني» هي أول معركة شارك فيها ومطاردة جيوش المحور المنسحبة غرباً.
تحقق للجيش مبتغاه بتحرير ليبيا من المستعمر الإيطالي واستعادة كل المناطق التي سيطر عليها الغازي المحتل، وذلك بعد أن أعلن الملك إدريس السنوسي من شرفة قصـر المنار في مدينة بّنْغازي يوم 24 ديسمبر 1951م استقلال البلاد وتحريرها، وأن ليبيا أصبحت منذ ذلك اليوم دولة مستقلة ذات سيادة، وأنّه سيمارس سلطاته وفقاً لأحكام الدستور.
وبعد إعلان الاستقلال مباشرة، بدأت عملية بناء مؤسسات الدولة المختلفة، وكان الجيش في مقدم الأولويات. وقد شرعت الدولة الوليدة في بناء المؤسسة العسكرية على أسس علمية ومهنية صحيحة، وبالتدريب والتسليح، حتى صار الجيش يمتلك كل الصنوف والأركان ويتطور بشكل ملحوظ إلى أن حدث الانقلاب وقلب الموازين رأساً على عقب، وتمَّ حل «الجيش» بعْد سنوات من عمر الانقلاب الذي قاده الملازم معمر القذافي ووقع في 1 سبتمبر 1969م، وتحول إِلى كتائب أمنية تحمي شخص القذافي وسلطته الحاكمة. هذا، وقد تم قبل ذلك إلغاء الدستور، وذلك بعد نجاح الانقلاب مباشرة، وبذلك كان الدستور والجيش اللذان قامت عليهما دولة ليبَيا الحديثة، هما أول ضحايا انقلاب سبتمبر المشؤوم.
وختاماً.. سلامُ عليك يا جيش ليبَيا ودرعها الحصين وسورها المنيع، يوم ولدت لحماية الوطن وعزة الِلّيبيّين، ويوم يعاد تشكيلك مِن جديد بإذن الله وعونه، وتبعث قوياً كمَا نرغب أن تكون ونأمل أن نراك، في ظل الشرعية الدستورية ودولة المؤسسات والقانون.
الأربعاء 22 محرم 1445 هجري
الموافق 9 أغسطس 2023م