كتاب (الشاعر الأديب إبراهيم رحومة الصاري 1918 ـ 1972م، ترجمته ونتاجه الأدبي) صدر عام 2017، وهو من جمع وترتيب وتقديم ابنه الأستاذ محمد إبراهيم الصاري.
يؤرخ هذا الكتاب للحركة الأدبية والنشاط الثقافي في زليتن وليبيا في القرن الماضي، وذلك من خلال نتاج علم من أعلام مدينة زليتن وليبيا الأستاذ إبراهيم رحومة الصاري.
لقد قام ابن الشاعر بجمع نتاج والده الشعري والنثري، وأول هذا النتاج قصائد الشاعر التي نظمها في أغراض ومناسبات مختلفة، وفي الكتاب أيضا مقالات كثيرة تعرض لعدد من القضايا الأدبية والفكرية والسياسية والتاريخية والاجتماعية، نشر معظمها في عدد من الصحف من بينها صحيفة طرابلس الغرب.
ولعل أهم ما في هذا الكتاب وما يشد القارئ المهتم بالأدب الليبي هو ما كتبه الشاعر عن علاقته بشيخ شعراء ليبيا الشاعر أحمد الشارف، ففي هذا الكتاب نشر الشاعر الأستاذ إبراهيم الصاري مجموعة من أبيات الشارف التي لم يذكرها الأستاذ علي مصطفى المصراتي في كتابه (أحمد الشارف، دراسة وديوان).
ومن بين مقالات الأديب إبراهيم الصاري مقالة عن العقاد في ذكراه الرابعة، وأخرى عن ذكرياته مع الشاعر علي الرقيعي، وهناك مقالة تعرِّف بقصيدة (ديسان) المنسوبة لمحمد الفطيسي، وتعرِّف بتخميس العلامة عثمان مصطفى بادي لها، كما تضمن موروث الأديب الصاري مقالات يجد فيها القارئ وقفات فنية وقراءة لغوية لعدد من أبيات المتنبي وعلي بن الجهم وشوقي وكذلك شعر والده الشيخ رحومة محمد الصاري.
وفي فصل (من مكتبتنا الخطية) يطالع القارئ مقالات مختلفة الموضوعات من بينها التعريف بكتاب التحفة في النحو، وبرسالة الخروبي في التصوف وبمراسلات الشاعر الليبي المغترب محمد بن صالح السنوسي.
والخلاصة أن هذا الكتاب يضم موروثا أدبيا وفكريا وأرشيفا صحفيا ينبغي على المهتمين بالأدب والثقافة الليبية الاطلاع عليه والاهتمام به.