(لوحة الحناء الطرابلسية)
كالمساءات الحافلة بالحصاد
تضمّخها رائحة السنابل
وانتحار الريح على مشارف الحِنطة
العارمة في البيادر
ترقصُ بإزائهِ غجرية مُتطرفة الشعور
يقفُ دمها الفائر في ندبةِ القهر
تدقُّ أجراس الكستناء
كطيْرٍ هاربٍ يعتلي شجرة توتٍ قديمة
لا يلوي على شيءٍ
كوردةِ الليل المُضطجعة على رملِ النسيان
تدُسُّ بين ضُلوعها شهقة التأويل
عند إنسلاخ الشمس ليحل الشغف
ويظلُ القش في زوبعةِ اللامبالاة
شاسعُ الخيبة كفقاعةٍ كهلة
فوق رُخام بلّوري وحبّتي كمون
تتدلّى من هُلامِ الضوء
كشامتينِ عنبريتين
غِواية تبطشُ بِعناقٍ مؤزر
ووحمة تنتصبُ فوق شفةِ الشمندر
مهجورٌ ة على حافّة الوهن
تتماهى كالخزامى الذابلة
تنتصبُ على امتداد التعاسة
عاجزة عن الصُراخ في وجه الأرض
تتعثّرُ في سِراطِ الانهماك
كأنها أمنية مهملة
كبدويةٍ حِنطية تخلعكَ كحذائها السُّكري
كبيدقٍ شطرنجي خائب
وترتديك كفستانها البترولي
في ثالث أيام الفِطْر السعيد.