الطيوب | متابعة وتصوير: مهنَّد سليمان
القيود ومدى صلتها بملامح حيواتنا الاجتماعية والسياسية، وكيف صارت جزءا من منظومتنا التربوية هذا ما تحاول المصورة الليبية الصاعدة “تفاحة عوض” رصده من خلال مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي افتتحت بها باكورة نشاطها الفني الأول الذي أقيم الأسبوع المنصرم بفضاء آرتا الثقافي بمدينة تونس تحت عنوان (إبنيّة) وسط حضور مميز للفنانين والمهتمين والأصدقاء .
وعبر العدسة الثالثة لهذه البنيّة أبرزت تفاحة عوض صنوفا شتى لأشكال القيود داخل معاني حياة الفرد لاسيما المرأة إذ كانت مفتاح الدخول نحو خصوصية تجربة المصورة.
فيما تباينت زوايا الصور المُلتَقطة بعناية ذكية مستعرضةً تأثير القيود على النساء، وانعكاس ذلك على تفاصيل حياتهن ما بين المنزل والشارع حتى تحول القيد بالنسبة للكثيرات إلى متلازمة أضفت مبررا منطقيا منح القيود شرعية الاستمرار فتوارث ثقله المجتمع جيلا بعد جيل .خلف ذرائع تستوفي شرط الجمود.
ولعل قصور الوعي الجمعي للناس جعلهم يستمرؤون القيد ويستهجنون فكرة التخلص منه، وفي المقابل نتأمل مع المصورة تفاحة عوض بريقا للضوء يكشف عن سر توهجه فنرى على امتداد شاطئ البحر مراحل تحرر امرأةٍ تمثل الصوت الحي لأحلام الغد وترسم ألوان الحياة بحرية إزاء تحدي أن نكون ما نريد لا ما يُراد لنا كما سعت المصورة تفاحة عوض لترسيخ جذور تطلعاتها حين قدمت الفرصة لزوار المعرض لكي يخوضوا مران التحرر من قيودهم بواسطة مقص صغير يقطعون به جسورهم مع تاريخ القيود .
