سالم سالم شلابي
من الدروس المستفادة من نجاح احتفاليه رمضان هذه السنه التي قام بها مشروع إدارة المدينة القديمة والذي نال رضا جمهور أهل طرابلس الكريم، لارتباطه دائما بالأصالة وحبه للوطن، ولكن من الأشياء التي نريد إثارتها بعد الانتهاء من هذه الاحتفالية هو أن يبقي هذا المشروع على التسمية القديمة للازقه والشوارع للحارة الكبيرة والصغيرة والوسطية، والاستغناء عن التسميات التي وضعت في رحمها من أسماء مشائخ المالوف التي قد يؤثر مستقبلا على خصوصيتها من الحدود التي تخص الملكيات العقارية القديمة التي يجب الحفاظ عليها، الأمر الذي لا يبرر أن تبقي أسماء لا علاقه تاريخية للمدينة القديمة بها.
والنقطة الثانية، عدد من المساجد التاريخية بها أخذت أسماء أخرى أغلبها كان تحت تأثير بعض الأئمة أو فقهاء الكتاتيب بها، ممن بقوا فترات طويله بها، مثل كتاب وجامع حورية، وجامع بن صابر، وجامع سيدي سالم، وغيرها.
أما النقطة الثالثة، وهي تسمية بيت نويجي للثقافة، في غير موضعها المناسب، بيد أن المحتوى الذي تحمله هذه المؤسسة للمكتبات أبرز كتاب طرابلس بها واسم النويجي، لا يدل على تغطيه ثقافية لمثل هذا الصرح، لكون أن صاحب هذه التسمية لم يكن من أصحاب الكتابة أو التأليف في مستوى ما كان يضمر لأن تكون هذه التسمية باسم (بيت المدينة القديمة للثقافة).
النقطة الأخيرة، من هذه التسميات هو إن حوش شيخ البلد محمد محسن، هو الذي يتمتع الآن بالترميم والصيانة بالأربع عرصات، وبالاطلاع على الوثائق والمستندات، اتضح إن عائلة محسن وأصلها من مسلاتة، كانت لا تنتمي لشيخ البلد، حيث كانت هذه الأسرة قبل سنه 1719م، تسكن في محله كوشة الصفار وان عائله محسن وأصلها من زليتن أولاد غيث، هم من كان ينتمي إليهم شيخ البلد بمحلة باب البحر، كما إن هذه الأسرة قبل سنه 1719م، تسكن بمحلة حومه غريان (أنظر كتاب سكان ليبيا).
إذا فهذا المنزل كانت ملكيته بعد سنه 1917م، تعود لعائله محسن كوشة الصفار، وتاريخيا كان يعود لرئيس حكومة طرابلس الحاج محمد شلبي بيت المال، أثناء عهد يوسف باشا القره مانلي، ويندرج تحت مربع زنقة بيت المال وزنقة سوق الحلوادجية بالأربع عرصات، مقابلاً لحوش القره مانلي من جهة وحوش قرجي من جهة أخرى.
ولم يكن هذا الطرح من جانبي، إلا أن تكون هذه المدينة لها هوية ومدونة للتاريخ، تحافظ على صورة مدينة طرابلس البيضاء.