متابعات

ندوة بفضاء محمود بي تطرح قضية الفن ضرورة مجتمعية

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

ندوة بعنوان (الفن ضرورة مجتمعية) فضاء محمود بي المدينة القديمة طرابلس

احتضن فضاء محمود بي بالمدينة القديمة طرابلس ليلة يوم الإثنين 27 من شهر مارس الجاري ندوة ثقافية بعنوان (الفن ضرورة مجتمعية)، بالتعاون مع المركز الليبي للدراسات الثقافية، وذلك ضمن فعاليات ليالي المدينة الموسم الثقافي الرمضاني لعام 2023م بمشاركة كل من الأديب “منصور أبو شناف، والإعلامية “فريدة طريبشان”، والكاتب “طارق الشرع“، وقدم وأدار مجريات الندوة الإعلامي “أحمد المهدي”، وسط حضور لفيف من النخب الثقافية والفنية والإعلامية، وقرأ الشاعر “صالح قادربوه” برنامج الصالون الثقافي حيث ستكون هنالك ندوة بمعدل أسبوعي على مدار شهر رمضان.

رسومات ما قبل التاريخ
فيما استهل الأديب “منصور أبو شناف” مشاركته بطرح سؤال عن الفن وماهيته موضحا أنه أحيانا تختلط الأمور ما بين الفن والأدب والثقافة فتتداخل هذه المفاهيم ، وأردف قائلا : أعتقد أننا كعرب من مشاكلنا الكبرى هي عدم وجود فلسفة الأشياء بمعنى غياب مغريات فلسفة الفن والعوامل التي أنتجت الفن وكيف ظهر الفن وما نحو ذلك، وأشار أبوشناف إلى أن الفن مرتبط في أساسه بلغة الاتقان، وحين نقول فلان فنان فهذا يعني أنه متقن لمهنة أو صنعة معينة، مضيفا بالقول إذا عدنا لتاريخ قرون مضت نرى بأن الله خلق الإنسان وهو مزوّد بمعدات فنية كاملة فالإنسان منذ بداياته يبدأ في التقاط صوره لهذه الحياة ويبدأ في تركيب هذه الصور على بعضها في أحلامه وإنتاج قصص تظهر في خياله كأشرطة السينما، وكل هذه المقومات تتجلى منذ الإنسان البدائي عبر ألية الحُلم وهي المدخل الأول للفن وأوضح أبوشناف : يمكنني القول أن الإنسان ارتبط بالحلم أو بمحاولة إيجاد صياغة أخرى للحياة وللواقع فليتقط صور من الحياة ويتفاعل معها، ومن ثم في أحلامه يُمنتج هذه الأعمال مايمكن تسميته بالمسرح وبالأفلام السينمائية حتى بالصناعات والأشكال الجديدة، وبالتالي الإنسان يعيد صياغة واقعه بما يلبي طموحاته ورغباته ويعبر عن آلامه وأحلامه، وأضاف أبوشناف بأن المدخل الثاني للفنون يتمثل في الرسم فبدأ الإنسان بالتعامل مع واقعه برسم هذا الواقع على الكهوف، وأعتقد أن ليبيا واحدة من أهم مواقع العالم لفنون الرسم والتشكيل القديمة حيث ترجع أقدم لوحات في العالم للصحراء الليبية، مؤكدا بأن ليبيا تملك متحفا يضاهي (اللوفر)في الجنوب الليبي من الكهوف المرسومة التي تعود لوحاته لما يزيد عن عشرة آلاف عام قبل الميلاد، وحسب أبوشناف يرى بأن الدواعي والأسباب التي دفعت بالإنسان للجوء لهذه الوسيلة والأداة البداية كانت بهدف إنتاج مرحلة الإنسان الصياد الذي كان يصطاد هذه الحيوانات مما دفعه للاقدام على رسم الرقوش المحفورة على الكهوف لدراسة وتشريح للحيوانات قبل عملية اصطيادها لدراسة نقاط ضعفها وقوتها، وأوضح أبو شناف أن رسوم ما قبل التاريخ لا يقتصر وجودها وانتشارها في منطقة أكاكوس فقط بل هي موجودة أيضا في بيار مجّي في ترهونة، وفي وادي آوال.

خصائص التجربة الفنية للزواوي
كما شارك في الندوة الكاتب “طارق الشرع” بورقة عنوانها (فن الرسم الساخر وقضايا المجتمع…محمد الزواوي نموذجا) موضحا بأنه هل بامكاننا الحديث عن مثقف فاعل يكون جزءا من منظومة اجتماعية وفكرية فاعلة، ويمتلك سلطة التغيير على الرد والجماعة بفعل رؤاه وأدواته الفنية وقدرته العظيمة على التعبير متجاوزا حدود التصور الضيق لمفهوم التلقي الأدبي والفني المتمثلة في تصور نوعي لمتلقي تلك الفنون ليكون مؤثرا في الذائقة العامة، مشيرا إلى أن سؤال الفنان التشكيلي “محمد الزواوي” ينطلق من ذاكرته المزدحمة بصور الوجوه، والأماكن والأشياء من حوله ليعبر من خلال تجسيدها في لوحات فنية ساخرة عن موقفه الإنساني بلغة جميلة يقتن قراءاتها الجميع بتفاوت ثقافاتهم، وأضاف الشرع بالقول إن مشروع الزواوي يتأسس على اختزال الواقع في أقسى صوره عبر لوحة بسيطة التركيب، ومربكة من حيث المعنى فأبطاله يحتفظون بملامحمنكهة رغم ابتسامة البعض وعبث الآخر، ويعتقد الشرع بأن الزواوي يحرص في معظم لوحاته على تحديد هوية الجلاد عبر تشكيل هيئته والزي الذي يرتديه لتحديد مصدر الفساد أو مصدر الممارسات المتخلفة مردفا أن لوحة الزواوي تقوم على إيجاد ثيمة تقوم التقابل في السلوك من الجانب الأخلاقي منطلقا من فكرة (الضحية والجلاد)، ويجد الشرع أن صورة الجلاد والضحية في لوحات الزواوي تتمظر وفق أشكال مختلفة غالبا ما يكون حاضرا وأحيانا يكون غائبا، ويؤكد الشرع بأن من أهم الركائز التي قام عليها مشروع الزواوي الكاريكاتيري هي الرؤية الثقافية المميزة عن طريق خطاب واع وبلغة فنية تتقن فهمها كافة شرائح المجتمع.

ملامح الأغنية الليبية القديمة
من جانب آخر تناولت الإعلامية “فريدة طريبشان” خلال مشاركتها جزئية عن الأغنية الليبية باعتبارها نموذجا للإبداع، وكذلك التقاطا اجتماعيا لكل التفاصيل الليبية، مضيفة بأن الأغنية الليبية مثلت حالة من الإبداع والتعبير عن الهوية وعن الكينونة، وأيضا المفردات الحياتية سواء المادية أو المعنوية المتعلقة بالأمثال والأقوال المأثورة في حياتنا صاغها شعراء وضعوها في أغنيات أطربتنا، وتابعت : هذه الأغنيات عُنيت بأن تكون ذات قيمة أخلاقية بالدرجة الأولى وفنية بالدرجة الثانية بمعنى أن الكلمات كانت منتقاة وتمر على لجان في النصوص لإجازتها والسماح بتلحينها، وأردفت طريبشان أن الأصوات الليبية وجمالها فهذه الأصوات غنت الأغنية الليبية بحالة طربية منقطعة النظير ولكن مع الأسف لم تغادر كثيرا خارطة الوطن، موضحة أن اللحن ارتكز على عذوبة وتنوع وثراء ليبيا من الألحان، وهي بكل أسف لم تسجل من ضمن التراث العالمي المحمي والخاص بليبيا مؤكدة بأن الأغنية قديما كانت تحتفي بالقيم الاجتماعية والأسرية على وجه التحديد عن الأب والأم والابنة والابنة وعن الجار إلخ كانت تلتقط الحياة والحوارات بتنوعاتها، واستعرضت طريبشان مجموعة نماذج وشواهد للأغاني الليبية القديمة لعدد من المغنين والمطربين.

مقالات ذات علاقة

موزاييك…فسيفساء التنوع

مهند سليمان

الثقافة تحتفل باليوم العالمي للمتاحف

المشرف العام

في ذكرى صلاح عجينة

المشرف العام

اترك تعليق