الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة شهدت قاعة دار حسن الفقيه حسن للفنون بالمدينة القديمة طرابلس إقامة معرض فني حمل عنوان (موزاييك)، الذي افتتح بعد ظهر يوم الخميس 9 من شهر مارس الجاري، وامتد حتى ساعات المساء، وذلك بمشاركة مجموعة من الفنانين التشكيليين والمصورين من عدة مدن ومناطق ليبية وهم : هبة شلابي، والعارف القاجيجي، وفائزة رمضان، وعلاء بودبوس، وعبد الله هدية، ومحمد بشير، وريان معبد، وحكيم طليس، ويسرا بلهود، وشهد سلامة، وغفران الأسطى، وضم المعرض جهود نخبة من الأعمال المتنوعة ما بين التشكيلية والرقمية والكولاج والكرتون، فبعضها أبرز ما لعبته المرأة الليبية من أدوار جسيمة في ميادين الوغى والقتال إلى جانب نظيرها الرجل إبّان سنوات الاستعمار الإيطالي.
حجم معاناة النساء
وحول التحضيرات التي رافقت المعرض أوضحت لنا الفنانة والمصورة “هبة شلابي” أنها تبنت فكرة المعرض انطلاقا من كونه تجربة مختلفة عن سابقاته من المعارض فهو يجمع ما بين تقنية الديجيتال آرت والفن المعاصر،موضحة بأن اختيارنا لاسم موزاييك يتناغم مع معنى فسيفساء، والفسيفساء ليست لونا واحدا أو رسما واحد بل هي عمل إبداعي يجمع في قالبه ثراء التنوع لذا سنجد بأن كل مشارك حقق لمسته وبصمته المتميزة على منجزه الفني، وأضافت شلابي بالقول إن المعرض يطرح حجم معاناة النساء بكافة أشكالها وصنوفها التعسفية، وأيضا يُسلط الضوء على حساسياتها العاطفية ومشاعرها الجياشة.
تنوع بصري
وأثناء تجولنا بين اللوحات الموزعة على جانبيّ الرواق توقفنا عند أحد المشاركين بالمعرض، وهو الفنان التشكيلي “العارف القاجيجي” حيث أشار إلى أن المعرض جاء بمناسبة يوم المرأة العالمي، وأقيم بتنظيم وإشراف الفنانة والمصورة “هبة شلابي” وبدعم من السفارة البريطانية والكندية لمدة يوم واحد فقط، وأوضح القاجيجي بأن موزاييك استمد فكرته من عامل التنوع الموجود من خلال الفنون البصرية المعروضة مثل التجريدي، والكوميك، والديجتال آرت بمساهمة أحد عشر فنان وفنانة، مضيفا بالقول : لقد حاولنا بوجه عام الاحتفاء بالمرأة بتكريم ما تضطلع به من أدوار ومسؤوليات هامة، وفي المقابل التركيز على بعض الصعوبات والعوائق التي تواجهها النساء داخل المجتمع الليبي خصوصا وفي معظم المجتمعات العربية عموما، وأعتقد بأن المعرض تلقى أصداء إيجابية ومشجعة عبر حفل الافتتاح الخاص الذي أقيم على شرف البعثات الدبلوماسية حتى أن بعض اللوحات قد بيعت، وعن مشاركته حدثنا القاجيجي أنه شارك بلوحتين الأولى عبارة عن جزء من صورة فوتوغرافية التقطتها من الخلف لسيدة تتدثر بالخمار بالكامل وخِلتها وكأنها شاهد على حدث ما فقمت بتعديلها وإضافة جناحيّ فراشة على كتفيها، وعنونتها بحُلم لتتبلور دلالتين الخفة والتحليق، ورمال الصحراء من حولها توحي بالتجاوز والانطلاق نحو آفاق أكبر، وأردف قائلا : بينما في اللوحة الثانية التي عنونتها بتفاؤل تأتي متناقضة ومُكمّلة للعمل الأول فحرصت على اظهار عين واحدة لامرأة وسط دوامة وبالتالي أردت إرسال رسالة مؤادها أنه رغم الصعاب يبقى هنالك بصيص من الأمل وتابع بالقول : لم أتعمد شرح أي من العملين تاركا هامشا حرا للمتلقى للتأويل والاستنتاج.
كما التقينا بالفنانة الشابة “غفران مصباح الأسطى” التي حدثنا عن مشاركتها بنحو عملين مستخدمة فيهما التصوير الفوتوغرافي والديجتال آرت، وحسب توضيح الفنانة غفران العملين يُعبِّران عن قوة المرأة بمختلف أشكالها من جهة، ومن جهة أخرى ما تتعرض له المرأة الليبية تحديدا من ضغوطات ومتاعب داخل الأسرة والعمل وحاولت توصيف حجم معاناة المرأة وإلتزاماتها الاجتماعية، وأضافت قائلا : حرصت على عدم وضع عنونة محددة بغية أن يكون الباب مفتوحا للتفكير وطرح التساؤلات.