أريدك
قبل أن ينتهي الحب
قبل أن يذبل الديسمبري،
عند رأس العام،
وهو يُعلق نجمته الأخيرة
قبل أن تصبغ حواء شفتيها بالشمندر
وتُعلق ضحكتها عند الباب،
ليهتدي العاشق
ويُغير الأقحوان اتجاه بوصلته.
__________________عائشة المغربي
أريدك.. وكأن هذا الفعل – الجملة (فعل وفاعل ومفعول به)، يلخص توق العاشقة وجسارتها، فهي لم تقل (احتاجك – أحبك…)، هي مثل عاصفة تفاجئنا دون توقع، تصدح: ”أُرِيدُكَ“. وستفاجئني الصورة التالية: ”قبل أن ينتهي الحب!“.. لأنها ستحيلني إلى سؤال مضمر: هل ينتهي الحب؟؟!!
ولكن هي شاعرة – عاشقة تتدفق مشاعرها ويتورط الكلام في إرادتها (أريدك)، ولذا على الكلام والكائنات أن تصطف عند باب الشاعرة وتسمع نشيد الحب (قبل أن ينتهي)، وقبل أن يذبل الديسمبري-الديسمبري احد. كائنات الشاعرة اختلقته في قصائدها ووشت بصفاته التي تحبها، وهو هنا طوع هذي الإرادة، قبل أن يذبل الديسمبري عند رأس العام ويعلق نجمته الأخيرة.
الوضوح مخيف، وها أنا في عاصفة صورة شعرية واضحة (ولكن – الديسمبري الذي صنعته بعجينة اللغة ورسمت صفاته بأزميل الكلام) تنتشله من (الذبول) الذي تخاف أن يقتات روحه، (عند.رأس العام.. وهو يعلق نجمته الأخيرة).. وكأن هذي النجمة هي (قمر العاشق الذي سينير الطريق إليها)، وبين الديسمبري ونجمته الأخيرة، تدخلنا الشاعرة إلى (عاصفة أخرى) صورة واضحة ولكن قبل أن:
تصبغ حواء شفتيها بالشمندر،
وتعلّق ضحكتها عند الباب ليهتدي العاشق..
وحواء قد تكون صديقة قريبة ربما، ولكن الشاعرة تضمر حواءا أخرى، حواء كونية حين تتلون شفتاها بالأحمر القاني فهي تبذر حَبّ اللقيا الذي حتما سيأتي مع الرببع زهورا ونوارا، ولذا هذي الحواء ستنير درب العاشق/ تعلق ضحكتها/ هكذا سينتابني الفضول وسأحاول أن ارى، كيف تستطيع أن -تعلق ضحكتها – لكن هي (ضحكتها) التي يصدح صهيلها وتصبغ الباب بأجراس تنادي: (حي على الحب)…
ولأن الأصفر وشاية الحساد بالعشاق، فإن الشاعرة حتما لن تترك له فرصة، نجمة وضحكة ملونة بالأحمر القاني، فهل يكون / وغدا ويشي بالعاشقة/.. ويغير الأقحوان اتجاه بوصلته…
أريدك…
لذا سيغدو كل شيء ممكنا..
الطرقات ممهدة
القمر مشرقا
والباب مشرع..
فتعالى أيها الذي (تريدك) تعال أيها العاشق.