الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
استضاف فضاء بيت نويجي للثقافة أمسية ثقافية وفنية بعنوان (عناقيد نسائية مسكية في دالية طرابلس والأمة الليبية)،برعاية جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس، وذلك مساء يوم الإثنين 9 من شهر يناير الجاري بحضور لفيف متنوع من أبناء وسيدات المدينة القديمة، وأعدت وقدمت الأمسية السيدة “ملاك يوسف الحصائري” بالتعاون مع الباحث والكاتب “عبد المنعم سبيطة”، وسلطت الأمسية الضوء على عدد من النماذج النسائية في مدينة طرابلس القديمة لاسيما ممن كان لهنّ بالغ الأثر في عدة مجالات تعليمية وتربوية وحِرفيّة، بالإضافة لما واجهته الكثيرات من معاناة جرّاء الذهنية الذكورية والوصاية الاجتماعية والأخلاقية عليهنّ أوان ذاك الزمن ، وأشار سبيطة إلى مسألة التشابه بين التراث الغنائي النسائي بين ليبيا وتونس في فن الكلمة الغنائية مثل البوقالة والبوطويل وغيرها من فنون الشعر والزجل النسائي.
عناقيد تحت الظل
كما شاركت السيدة “آمال الزرقاني” في التعريف ببعض الشخصيات النسائية المتمثلة في السيدة الراحلة “عائشة العقاب” مستعرضة مراحل من حياتها بزنقة الدروج بالمدينة وزواجها المبكر، وبيّنت ملامح من تجربتها الإنسانية وحبها للعمل في الخياطة والتطريز وتخصصت في حياكة الملبس الشعبي علاوة على دورها في كفالة وتبني الأيتام من خلال كفالتها لابنة أخيها، وكذا تعهّدها بالاهتمام بشريحة العُزّاب اللذين كانوا يقيمون في الفنادق دون أُسر تعولهم بالإضافة لمساعدة الآخرين خصوصا في مواسم الأعياد والمناسبات الاجتماعية حتى وافتها المنية فيما تحدثت عن النموذج الآخر وهي السيدة “عويشة الخريّف” ومدى ما حققته من صيت طيب وكرم سخيّ في محيطها الاجتماعي، من جانب آخر شاركت الحضور كل من سالمة الحراري وجميلة بوقرين بذكرياتهما عن الحياة داخل المدينة القديمة وتفاصيلها، أعقب ذلك فقرة غناء للطفلة “رواسي العزابي” بالاشتراك مع نجل المطرب الراحل “محمود الشريف” ثم بث عرض مرئي استعرض مقتطفات وصور لأحياء المدينة القديمة وأزقتها ومساجدها على خلفية أغنية (يا أم السرايا).