أشرف حمامة | المغرب
إنه الليل بظلام سمائه وظلام نفوس البشر فيه، إنه الليل وجد ليكون سبات يوم طويل من الإرهاق البدني والنفسي، وجد للنفوس العاملة ليكون لها راحة وسكينة.
لليل أيضا ظلال، فليس النهار وحده من يعكس للناس ظلالا، انما لليل أيضا ظلال، تعكس على الأجسام من مصابيح الشوارع ومحلات الهوى. وجد الليل ليكون سباتا والنهار معاشا، وحدها الأرواح المبعثرة من تقلب الآية. يحدق المعذب في الزاوية حيت كان يرتمي جثة هامدة مفتوح العين، ولأنه هش متكسر اشتاق لسريره رغم أن له أشواك.
يتربع على قمة الأرواح المبعثرة، إن كانت آية النهار والليل تعكس عند بعض الناس، فهو ليس له آية، لا ينام ليلا ولا نهارا. يقرر هذه الليلة ألا ينصاع لهواجسه ونفسه المريضة، قرر الخروج من الشقة الى العالم والتسكع، وكانت هذه أول مرة يخرج فيها بالليل.