دراسات

(صحافةُ ليبيا في نصفِ قرن): مَنْ يطبع مُجدداً هذا الكتاب؟(*)

كتاب (صحافة ليبيا في نصف قرن) لـ:علي مصطفى المصراتي.
كتاب (صحافة ليبيا في نصف قرن) لـ:علي مصطفى المصراتي.

يعد الأديب الكبير الراحل علي مصطفى المصراتي (1926-2021م) واحداً من أبرز النجباء المثابرين الذين أنجبتهم بلادنا ليبيا لما يمثله من طاقة إبداعية وقَّادة عاركت سنوات الضنك والفقر وتحديات المعيشة، وبزغت كشموس وهَّاجة، وقناديلَ هدايةٍ تعبد طرق العاشقين لهذا الوطن وثقافته، فتنير دروبهم، وتقدم العون لهم في سعيهم الحثيث لبذل الغالي والنفيس من أجل رفعته وسموه، وبذلك فالأستاذ العالم الجليل رحمه الله كان وسيظل دليلاً ونبراساً لن تتوقف الحياة في مناقشة أفكاره الإبداعية وآراءه النقدية وإنتاجه الغزير في شتى أنواع الأجناس الأدبية.

وحول هذا يقول عنه الأديب المحامي الأستاذ كامل حسن المقهور (يخال للمرء أنَّ مسيرة الأستاذ المصراتي الثقافية تحقق ما تنادي به مجموعة من المبدعين، من ضرورة ربط الإبداع بالمتلقي. فمنذ أن رددت معه جماهير الجادة “لبيك يا وطني لبيك”، عائداً من المهجر، ساكناً أفئدة الناس، وهو يحاور في أشكال متعددة المتلقين، يقدم لهم شخوصاً كادوا أن ينسوها، يعرض لهم صوراً حاول لهم الزمن أن يتجاوزوها، متطوعاً لربط العلاقة بين الجماهير التي كانت فقيرة، متخلفة وأميّة، والثقافة في شتى أنواعها بل في أصعب وأدق مجالاتها)(1)

ومن بين ما قدمه الأديب الراحل علي مصطفى المصراتي خلال مسيرته الإبداعية كتابه (صحافة ليبيا في نصف قرن) الذي تحتفي به هذه المقالة المتواضعة بعد اثنين وستين عاماً من صدوره، وهو دليل على استمرارية حضوره في المشهد الصحافي الليبي الذي خبره ومارسه الأديب الراحل علي المصراتي كاتباً ومحرراً مسؤولاً ورئيس تحرير صحيفة (هنا طرابلس الغرب) سنة 1954م ثم مالكاً لامتياز صحيفته (الشعب) ورئيس تحريرها وإصدارها سنة 1964م، وكاتباً المقالات الصحفية للعديد من الصحف والمجلات والدوريات السيارة في أجناس القصة القصيرة والدراسة والتحقيق والتأريخ والتوثيق وغيرها.

والأستاذ علي مصطفى المصراتي عشق منذ بواكير حياته مغامرات العمل الصحفي قبل أن يصدر صحيفته “الشعب”، إيماناً منه بالدور المهم لهذه المهنة النبيلة الشاقة كما أورد ذلك في حوار طويل أجرته معه مجلة “الفصول الأربعة” قائلاً (لا شك أن للصحافة في بلادنا دوراً له أهميته في تنمية الوعي)(2) وحين أورد عبارة (تنمية الوعي) فلأنه يعي تماماً أن مدارك الوعي لا حدود لها، وتتعدد وسائل تنميتها وتطويرها من حيث الأدوات الفنية وتباين المضامين الفكرية عبر الأزمنة كافةً، وبالتالي فإن تلك المهمة الإنسانية والوطنية تحتاج إلى الكثير من الجهود المجتمعية العملية المتكاملة البناءة الواعية بأهمية مدارك الوعي، والمدركة لخطورتها، وقد تكفلت صحافتنا الليبية خلال مسيرتها التاريخية العريقة بقسط كبير من هذه المسئولية، لتميزها بعدة خصائص عبَّر عنها الأديب الراحل بنفس الحوار قائلاً (ما يميز فن الصحافة في هذا الوطن العزيز من الوطن العربي أنَّ كتّابه وصحافيّيه حتى الذين يسيرون مع النظام، بحكم وظيفتهم، أو بحكم قصر نظرهم، أو بحكم المناخ الموجود آنذاك، مع ذلك لم يكونوا ذوي صلة خارج وطنهم، فكانت هناك ما أستطيع أن أسميه الصحافة الشعبية، وليس غريباً على تاريخ الصحافة وعلى تطور فن الكلمة وكتابة المقال في هذا الوطن وأواخر القرن التاسع عشر حيث كانت الصحافة في ليبيا تمثل شرياناً للمد الوطني والقومي سواء ذي الطابع الإسلامي كما صنع سليمان الباروني في “الأسد الإسلامي” أو ذي خط وطني في مطلع هذا القرن وأواخر القرن الماضي أو تلك الصحف التي أرخنا لها في كتابنا صحافة ليبيا..)(3)

وكتابه الذي يقصده الأديب علي مصطفى المصراتي في تلك المقابلة هو (صحافةُ ليبيا في نصف قرن)(4) الصادر منذ اثنين وستين عاماً وتحديداً في شهر سبتمبر 1960م، والذي يقول عنه الأديب الراحل سليمان كشلاف (برغم تعدد دور النشر في ليبيا، وبرغم صدور المئات من عناوين الكتب عن تلك الدور فلازالت الدراسات عن الصحافة الليبية نشأة وتطوراً، محدودةً، ومعدومة. فلم تشهد الساحة الثقافية الليبية حتى الآن دراسة عن الصحافة تؤرخ وتوثق في مثل نضوج وشمولية كتاب الأستاذ علي مصطفى المصراتي عن “صحافة ليبيا في نصف قرن”)(5).

وليس الأستاذ الراحل الكبير سليمان كشلاف وحده من يعترف بالقيمة الرفيعة المستحقة لكتاب (صحافةُ ليبيا في نصف قرن) والذي وثق جانباً مهماً من مسيرة الصحافة الليبية بداية من منشورات “المنقب” سنة 1827م كنشرة دورية أصدرها قناصل الدول الأجنبية باللغة الفرنسية وحتى سنة إنجاز الكتاب وصدوره عام 1960م، ومنذ ذلك التاريخ لازال كتابُ (صحافة ليبيا في نصف قرن) مرجعاً أساسياً للباحثين والدارسين لتاريخ الصحافة الليبية، بل نجده يحظى بالإشادة والاهتمام من كبار الكتاب والصحفيين والأدباء العرب والليبيين على مر السنين، ومن بين أولئك المفكر والكاتب الفلسطيني أحمد صدقي الدجاني (1936-2003م) أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية ورموز العمل الوطني الفلسطيني الذي يؤكد بأن (كتاب “صحافة ليبيا في نصف قرن” للأستاذ علي مصطفى المصراتي هو أحد الكتب المهمة … وهو موضوع … لم يسبق لأحد قبل المصراتي أن تناوله)(6). وكذلك المؤرخ والباحث العربي الفلسطيني اللبناني الأستاذ نقولا زيادة (1907 – 2006م) يقول عنه (هذا كتاب يلقى من الترحيب الشيء الكثير فنحن في حاجة إلى مثل هذه الدراسات التي تتناول مصادر التاريخ السياسي والأدبي. وكل من أتيح له أن “ينبش” عن تاريخ ليبيا الحديث في صحافته، يدرك الجهد والعناء والنصب الذي بذله الأستاذ المصراتي في سبيل إخراج هذا السفر القيم)(7).

أما في ليبيا فيقول عنه الدكتور محمد أحمد وريث (يشكل كتاب الأستاذ المصراتي عن “صحافة ليبيا في نصف قرن” مؤلفاً فريداً في نوعه ومرجعاً بل مصدراً مهماً وأساسياً لمن يريد أن يكتب عن تاريخ الصحافة الليبية حتى وقت نشره في عام 1960م ولمدة نصف قرن، كما يحمل عنوان الكتاب نفسه ….. وبكل ما احتواه من  معلومات لا غنى عنها للقراء العاديين والباحثين على حد سواء…)(8)

كما يعتبره أستاذ النقد الأدبي الدكتور الصيد أبوديب بأنه (من الكتب القيمة التي تفخر المكتبة الليبية بوجودها إن لم يكن من أبرز ما قدمه الأستاذ المصراتي إليها.)(9) وكذلك الأديب والناقد الكبير الراحل كامل عراب يقول (لقد فتح الأستاذ المصراتي آفاقاً واسعة للبحث في تاريخ الصحافة في ليبيا وشجع آخرين على البحث في هذا الاتجاه، فله فضل الريادة .. كما أنه رائد بالطبع في الوطنية والأدب والتاريخ.)(10)

أما الباحث والمؤرخ الأستاذ عمار جحيدر فيقول (لقد استطاع الأستاذ المصراتي حقاً أن ينجز من خلال ما تيسر له جمعه والاطلاع عليه من مجموعات الصحف القديمة كتاباً رائداً، وعلى الرغم مما قد يظهر به -اليوم أو غداً- من هنات أو هفوات، سيظل الكتاب -كصحفه التي بين دفتيه- عملاً أصيلاً غير مسبوق. ويبدو جلياً أن المؤلف قد لقي كثيراً من المشقة في جمع مادة الكتاب الطريفة النادرة المشتتة… ]ولذلك جاء الكتاب[ .. متابعة جادة ممتعة لتاريخ الصحافة في ليبيا، منذ بدايتها الفعلية سنة 1866م إلى نهاية العقد الرابع من هذا القرن، مع تتمة موجزة سريعة للسنوات التالية. وبذلك يتجاوز (نصف القرن) الذي جاء في عنوانه.. إن الأستاذ المصراتي قد تمكن حقاً من إنجاز تاريخ أصيل مجمل للصحافة في بلادنا، لا يمكن لأية دراسة لاحقة ألاّ تعود إليه وتبدأ به)(11)

كتاب (صحافة ليبيا في نصف قرن):

هو الكتاب العاشر للأديب الراحل علي مصطفى المصراتي حتى شهر صدوره في سبتمبر 1960م، بعد (أعلام من طرابلس) و(لمحات أدبية من ليبيا) و(إبراهيم الأسطى عمر: شاعرٌ من ليبيا) و(جحا في ليبيا) و(قنديل المولد) و(دراسة في الأدب الشعبي) و(أسد بن الفرات فاتح صقلية) و(صور نفسية) و(غومة فارس الصحراء).

ويقع كتاب (صحافة ليبيا في نصف قرن) في حوالي ثلاثمائة صحفة، وقد جاء عنوانه الثانوي داخل صفحته الأولى مبيّناً تعدد أغراضه واختصاصه بفنون الصحافة الليبية شاملاً العرض والتوثيق والدراسة التحليلة المعمقة كما صرّح حرفياً بذلك (عرضَ ودراسةً تحليليةً لتطورِ الفنِّ الصحفي في ليبيا). وإثر ذلك يستقبل القاريء إهداءً أدبياً بليغاً معبراً، متقنَ الصياغة وعميقَ الدلالة، بخطابٍ شاملٍ وعامٍ إلى (الذين يغمسون أقلامهم في مداد الحق). و(الذين تحترق أصابعهم لإضاءة النور). و(الذين ينحتون الكلمة ليعبدوا الطريق). ولا ينسى أن يلتفت إلى الماضي ليذكر (أولئك الرعيل في ميدان الفكر عندما كتبوا الكلمة صريحة. وأولئك الذين كانت على سنان قلمهم إنطلاقة نور. وأولئك الذين كانت في صدورهم لجاجات وعلى شفاههم تمتمات في عهود الاستبداد والاستعمار الغابر)، وفي خاتمة الإهداء خاطب (كل صحافي حر يتفانى في سبيل الكلمة المؤمنة، وكل من أحب وطني ليبيا) ليهديهم جميعاً كتابه القيم.

أما مقدمة الكتاب فقد جاءت شارحة لمحتواه، والجهد الذي بذله مؤلفه والمعاناة التي تكبدها في سبيل إنجازه واكتمال طباعته بتاريخ 30 سبتمبر 1960م بمطبعة دار الكشاف في العاصمة اللبنانية بيروت. ومن هذه المقدمة نستكشف مجدداً مفهوم الصحافة لديه حيث يقول (الصحافة -بلا شك- هي المرآة التي تعكس الحقائق، ولا لوم على جوهر الحقيقة إذا كانت -المرآة- في بعض الآحايين، مشروخةً أو مهمشة، أو تعلوها أكداس من الأتربة. الصحافة رسالتها، وحقيقتها، مقياس ومعيار لمدى التطور الفكري والاجتماعي، وصدى للوعي القومي والسياسي، وسجل يضبط الأحداث والوقائع. ومن نواحي أخرى هي مدرسة.. وهي السلطة الرابعة كما يقولون، صاحبة الجلالة والصولجان.)(12)

أما عن محتويات وموضوعات الكتاب التي تناولها: الصحافة في ليبيا، تاريخها وتطورها، الأدوار التي مرت بها، تراجم أو لمحات عن الشخصيات والأعلام التي ظهرت على المسرح الصحفي منذ العهد العثماني، فيقول بأنها (موضوعات شغلت ذهني واستولت فكرتها عليّ أمداً غير قصير، وكلما اقتربتُ من الموضوع زادت جوانبه اتساعاً، وتبيّنت منه أنحاء، وكُشفت صورٌ قد لا يخطر على البال أنها بهذا الاتساع وذلك الشكل.)(13)

وبعد أن يعرض للتحديات التي واجهته خلال إنجازه الكتاب، يختتم مقدمته معترفاً -بكل تواضع- ببعض النواقص فيقول (هذا ولا أزعم ُأنني أوفيتُ موضوع -تاريخ صحافة ليبيا- كل جوانبه، وتناولتُه من جميع أطرافه، قد تكون هناك في الموضوع ثغرات، ونتوء -فما أنا إلاّ إنسان قد يسهو ويخطيء. وقد يجيدُ ويصيبُ. ولكنًّها -على كلِّ حال- دراسةٌ للفن الصحفي في ليبيا عبر حقب وأجيال هي الأولى من نوعها في المكتبة العربية … ]مقراً بقوله لقد[ .. كتبته بوحيٍّ من الإخلاص لتاريخ الفكر في بلادي، وهي لفتة إلى الماضي، فيها ضوء يكشف حرارة تلهب، قد تدفع إلى العمل والانتاج في محراب الكلمة ومجالات الدفاع عن الحق، إنه تعبير وترجمة صادقة لشعور أحس به نحو وطني ليبيا العزيزة.)(14)

وقد أبرزت هذه المقدمة أهمية وفاعلية الصحافة الليبية في فكر وكيان الأديب الراحل علي مصطفى المصراتي التي وهبها العديد من سنوات عمره ووقته وجهده وتحمل في سبيلها الكثير من المشقة والمعاناة من أجل إصدار كتابه القيم، إيماناً منه بدورها في المجتمع على مدار السنين والأزمنة، ولذلك نجده يتتبع مسيرتها تاريخياً منذ عام 1866م بصدور “طرابلس الغرب” وهي أول صحيفة ليبية أثناء العهد العثماني الثاني، مستمراً في توثيق تلك المسيرة  الصحفية عبر مراحل وفترات أطلق على بعضها فترة الحريات (1866-1908) وأفرد لها جانباً خاصاً في الكتاب، ثم فترة سنوات الجهاد ضد الاحتلال الايطالي، وبعد ذلك فترة حكم الإدارة البريطانية (1911-1950)، ثم فترة عهد الاستقلال وما بعدها حتى سنة 1960م تاريخ صدور كتابه (صحافة ليبيا في نصف قرن).

وعند استعراض فهرس الكتاب نجده يتضمن، العناوين التالية: (عوامل ومؤثرات) وتناول فيها: عنصر المقالة، فن الإعلان، الأحماض، مراسلين ومواصلات، منوعات من الصحف، محررو الجرائد، أسلوب الصحافة، مع استعراض الصحف الأربعة الصادرة قبل عام 1908م معززاً تتبعه بصور لترويساتها أو تصاميم عناوينها أو بعض مقالاتها المستنسخة، و ظهرت الصحف الأربعة متسلسلة كالتالي: المنقب، سالنامه، طرابلس الغرب، الفنون.

وعقب ذلك خص الكتاب فترة زمنية عنونها (فترة عام 1908م) بإشارة منفردة متميزة، وهي السنة التي أعلن فيها الدستور العثماني “المشروطية” وظهور قانون المطبوعات، ولكن الأستاذ علي مصطفى المصراتي يقول عنها (لا يهمنا .. هنا من تلك الفترة إلاّ شيء واحد .. هو أننا بإزاء حركة مباركة بالنسبة لتطور الصحافة في ليبيا عام 1908م .. وكان من صدى هذا … انطلاق جريدة “الترقي”.)(15)

وفعلاً خلال تلك المرحلة صدرت صحيفة “الترقي” بجانب العديد من الصحف والجرائد والمجلات الأخرى كما يعددها الكاتب في اثنتين وعشرين مطبوعة هي: الترقي، العصر الجديد، الكشاف، أبوقشة، تعميم حريت، المرصاد، الأسد الإسلامي، دار الخلافة، فاتح، الفردوس، اللواء الطرابلسي، الرقيب، الرقيب العتيد، الوطن، البلاغ، بريد طرابلس، الوقت، الذكرى، الإصلاح، العدل، بريد برقة، ليبيا المصورة

ثم يتناول الكتاب ظهور الجرائد والصحف في (فترة الإدارة البريطانية والانتقال) وكذلك (في عهد الحرية والاستقلال)، ويقدم نبذة قصيرة عن اثنتين وعشرين صحيفة أصدرتها الجاليات الأجنبية المقيمة في ليبيا مثل (كورييري دي تريبولي) (إيكو دي تريبولي) و(كواترا سبوندا) في طرابلس و(تشيرينيكا) في بنغازي باللغة الايطالية وصحيفة (لواء صهيون) التي أصدرها اليهود الليبيون بطرابلس باللغة العربية وغيرها من المطبوعات الأجنبية الأخرى.

وبالإضافة إلى تلك المواضيع يتضمن الكتاب عدة ملاحق تحتوي أولاً: جدول (مصطلحات وعبارات) وهو عبارة عن ثبت يحتوي العبارات والمصطلحات الصحفية التي كانت مستعملة في الصحافة الليبية قديماً، وهي خليط يجمع العربية الفصحى والتركية، وأوضح الكاتب أن غايته من تضمينها (الإشارة إلى أن العبارات كالكائن الحي تنمو وتتطور وقد تذهب مع الزمان)(16) وهذا ما نجده فعلاً عند تتبع تطور مهنة الصحافة تقنياً وموضوعياً سواء في ليييا أو غيرها.

وثانياً: جدول يضم (قائمة بأسماء الصحف التي صدرت في ليبيا) من سنة 1827م إلى 1960م، إضافة إلى ثبت (المطابع الموجودة) في تلك الفترة وهي: مطبعة الولاية، مطبعة الفنون والصنائع، مطبعة الترقي، مطبعة تشويه، مطبعة حجرية، مطبعة انترناسيونال، مطبعة الكسندر لوبردي، مطبعة المحيشي. إضافة إلى المطبعة الحكومية بولاية طرابلس الغرب، المطبعة الحكومية بولاية برقة، المطبعة الحكومية بولاية فزان، مطبعة دار الزمان، مطبعة الوطن، مطبعة ماجي، مطبعة دي مايو، مطبعة جني، مطبعة زارد، المطبعة التجارية.

وثالثاً: ملحق يضم (قوانين المطبوعات: ويشتمل قانون مطبوعات العهد العثماني، وقانون المطبوعات والمطابع) ثم (قانون المطبوعات في عهد الإدارة البريطانية) و(قانون مطبوعات حكومة برقة قبل اعلان استقلال ليبيا عام 1950م) و(قانون المطبوعات والنشر لسنة 1959م)، وهو توثيق مهم للتشريعات القانونية الخاصة بمهنة الصحافة في تلك الفترة التاريخية.

وبجانب كل ذلك يحتوي كتاب (صحافة ليبيا في نصف قرن) على عدد من الصور الفوتوغرافية لبعض الشخصيات الصحفية من أصحاب الجرائد والمجلات، وكذلك ترويسات عناوين الصفحة الأولى لبعض الجرائد كالتالي:

أولاً: الصور الشخصية لبعض الصحفيين الليبيين:

مصاحب الصورةالصفةالصفحة
1داوود أفنديصاحب مجلة الفنون35
2محمد البوصيريالصحفي48
3الشيخ محمد علي عيادمن أسرة تحرير الترقي50
4محمد علي الباروديصحفي، صاحب جريدة “العصر الجديد”72
5محمد النائبرئيس تحرير جريدة “الكشاف”83
6محمد الهاشمي أبوقشةصحفي، صاحب جريدة “أبوقشة”97
7الأفوكاتو قدريصاحب جريدة “تعميم حريت”105
8الشيخ أحمد الفساطويصاحب جريدة “المرصاد”110
9سليمان البارونيصاحب جريدة “الأسد الإسلامي”119
10عبدالوهاب عبدالصمدصحفي، رئيس تحرير جريدة “دار الخلافة”130
11عثمان القيزانيصحفي، رئيس تحرير جريدة “اللواء الطرابلسي”146
12عثمان القيزانيأثناء نفيه مع رفاقه في إحدى الجزر الإيطالية148
13محمود نديم بن موسىالشيخ، صاحب جريدتي “الرقيب” و”الرقيب العتيد”178
14محمد نديم بن موسى، عمر فخري المحيشيصحفيان، صاحب جريدة “الرقيب العتيد” وصاحب مجلة “الرقيب المصورة”180
15محسن ظافر المدنيصحفي، رئيس تحرير جريدة “الوقت”210
16عبدالله جمال الدين الميلاديصحفي226
17الشيخ عبدالله عريبي بانونصاحب جريدة “العدل”232
18عمر المحيشيصاحب مجلة “ليبيا المصورة”239

ث

ثانياً: صور ترويسات بعض الجرائد والمجلات الليبية:

مالجريدةالصفحة مالجريدةالصفحة
1سالمانة29 16الرقيب176
2طرابلس الغرب32 17الرقيب العتيد177
3مجلة الفنون36 18الوطن194
4الترقي47 19البلاغ197
5العصر الجديد73 20البلاغ199
6الكشاف85 21بريد طرابلس204
7الكشاف89 22الوقت212
8أبوقشة98 23الذكرى219
9تعميم حريت106 24الإصلاح227
10المرصاد111 25العدل233
11الأسد الإسلامي120 26الحقيقة234
12دار الخلافة131 27بريد برقة236
13فاتح142 28ليبيا المصورة240
14الفردوس144 29شعلة الحرية246
15اللواء الطرابلسي147    

الخاتمة:

يقول الصحفي العربي الكبير محمد حسنين هيكل (1923– 2016م)، أحد أشهر الصحفيين العرب في القرن العشرين (إن الذين لا يعلمون ما حدث قبل أن يولدوا، محكومٌ عليهم أن يظلوا أطفالًا طول عمرهم). وهذا القول ينطبق تماماً على كل صحافي لم يحظى بمطالعة كتاب (صحافة ليبيا في نصف قرن) للأستاذ الراحل علي مصطفى المصراتي الذي يبرز جهداً وطنياً متميزاً، وبحثاً مهنياً رائداً، في تتبع مسيرة الصحافة الليبية تاريخياً وموضوعياً مع بعض الملاحظات والسرديات والقصص والمعلومات التي تخص بدايات تأسيسها أو عن شخصيات مسؤوليها من الصحفيين الليبيين الرواد كما يراها الكاتب الراحل من خلال تجربته وعلاقاته الخاصة وخبراته الصحفية المتراكمة.

وأخيراً لابد من القول بكل يقين تام بأنه رغم مرور اثنين وستين عاماً على صدور هذا الكتاب التوثيقي القيم فهو سيظل جزءاً من تاريخنا الوطني الصحفي، والمعين الأساسي والمرجع الرئيسي لكل طالبٍ وباحثٍ ومهتمٍ بدراسة تتبع تطور الصحافة الليبية لما يحتويه من غزارة معلوماتية، وثراء معرفي مهني فني خلال الفترة الزمنية التي تناولها، وبالتالي فإنه من المؤسف جداً ألاّ يكون (صحافة ليبيا في نصف قرن) الكتاب المنهجي الأول ضمن مقررات الدراسة الأكاديمية لطلبة الصحافة في بلادنا لما يحتويه من أهمية بالغة وتوثيق تاريخي لبدايات الصحافة في ليبيا ومراحلها المتتابعة حتى سنة 1960م.

كما أنه من المؤسف أيضاً وبكل مرارة عدم إصداره في طبعات أخرى حديثة، تجعله متاحاً ومتوفراً لكل طالب ودارس للصحافة الليبية، ولذلك فإن المطالبة بإعادة طبع كتاب (صحافة ليبيا في نصف قرن) هي الهدف الأساسي من استعراضه بإيجاز في هذه الورقة، كما يظهر في عنوانها، وقد سلطت بعض الضوء عليه، وكذلك المطالبة بتضمينه مقررات المنهج الدراسي لطلبة الصحافة في بلادنا. ولاشك بأن هذه المطالبات الموضوعية المهمة تقع على عاتق الجهات المعنية بوجه عام، والهيئة العامة للصحافة والجامعات الليبية بشكل خاص .. فهل يبادرون بذلك؟

_______________________________

(*) ورقة مقدمة لندوة (المصراتي .. صحفياً ومؤرخاً) التي نظمتها كلية الآداب بجامعة طرابلس بالتعاون مع الهيئة العامة للصحافة حول الأديب الراحل علي مصطفى المصراتي بمدينة طرابلس يوم السبت الموافق 17 ديسمبر 2022م.

هوامش:

(1)  هذا هو المصراتي، عبدالله سالم مليطان، منشورات المؤسسة العامة للثقافة، الطبعة الأولى، 2009م، ص601

(2)  الفصول الأربعة، السنة الثانية عشرة، مجلة تصدرها رابطة الأدباء والكتاب، طرابلس، العدد 58، النوار ]فبراير[ 1992م، ص 36-37

(3)  المرجع السابق نفسه، ص 36-37

(4)  صحافة ليبيا في نصف قرن، علي مصطفى المصراتي، منشورات دار الكشاف، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1960م

(5)  الشمس .. وحد السكين، سليمان كشلاف، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، طرابلس، ط.1، 1998م، ص 291

(6)  علي مصطفى المصراتي بأقلام عربية، عبدالله سالم مليطان، دار مداد للطباعة والنشر، ط.1، 2001م، ص 54-56

(7)  المرجع السابق نفسه، ص 241

(8)  المرجع نفسه، ص 18

(9)  المرجع نفسه، ص 17

(10)  هذا هو المصراتي، مرجع سابق، ص397

(11)  هذا هو المصراتي، مرجع سابق، ص 324-327

(12)  صحافة ليبيا في نصف قرن، مرجع سابق، ص أ – ب

(13)  المرجع السابق نفسه، ص أ

(14)  المرجع السابق نفسه، ص ز

(15)  المرجع السابق نفسه، ص 44

(16)  المرجع السابق نفسه، ص 251

مقالات ذات علاقة

أدب الأطفال في ليبيا .. النشأة والتطور

المشرف العام

[..التحصن بالذات..]

رامز رمضان النويصري

سؤال الهوية في خطاب القصة الليبية القصيرة

المشرف العام

اترك تعليق