طيوب عربية

أدب الطفل.. وظهور المصطلح

حملة القراءة غذاء العقل
معرض كتاب المرأة والطفل 4. الصورة: عن صفحة حملة القراءة غذاء العقل.

في هذه الوقفة أحاول أن استرجع مع القارئ تاريخ ظهور مصطلح “أدب الطفل” على أمل أن أعود إلى تاريخ هذا اللون من الأدب عند العرب، بدء من العصور الأولى للعرب في زمن ما قبل الإسلام أي العصر الجاهلي.

يذكـر تاريـخ الأدب في فرنسـا في عصـر لويـس السابـع عشـر أن شاعرهـا المعـــروف “تشـــارلــز بيــرو” 1628م – 3 170م عضــو الأكاديميـــة الفرنسيــة قـام بإبــداع بعض القصــص الموجهـة للأطفـال بأسـلوب سهـل، مثــل (الجمــال الناعــس، وسندريــلا، وذو الحيــة الزرقـاء وأصدرها تحت عنــوان، أقاصيــص وحكايـات الزمن القديم) وذلك بعد الأشعار التي كتبها “لافونتان” والمستمدة من حكايات (إيسوب، وكليلة ودمنة، وحكايات لقمان)1.

كما يذكر مؤرخ الأدب أن “دانيال ديفو” الذي عاش ما بين 1660 م وعام 1719 Robinson crusos1731 م أصدر قصة “روبينسو كروز” وقد تأثر بحي بن يقظان “لابن طفيـل” كما تأثـر بألف ليلة وليلة، علما بأن قصة حي بن يقظان قد طبعت عام 1686 م بالإنجليزية 2.    

ويحـدّد ظهــور أدب الطفــل في معجــم لاروس عـام 1697 م، كمـا يحــدد استقلالية أدب الأطفال عن أدب الكبار الدكتور “علي الحديدي” حيث يقول: “لقد ظهر أدب الطفل كفن مستقـل في القــرن السابـع عشـر، في أوربـا وفي الوطن العربي ظهـر مع وجـود “رفاعة الطهاوي” على رأس إدارة التعليم في مصر، حيث أمر بنقل أدب الطفل إلى اللغة العربية 3.

وتؤكـّد الكاتبة ” فيرجينيا ” مؤرخة للعصر الذهبي لأدب الطفل بحكم عملها بمكتبة “الكونجرس” ومدرسة لأدب الأطفال وناقدة بمجلة “هورن بوك” وتقصد بفتـرة العصـر الذهبي تلك الفتـرة الممتـدة من 1914 م إلى 1970م وترجع الأسباب في ذلك (1) زيادة المخصّصات الفيدرالية المالية للمدارس والمكتبـات (2) زيادة تنظيـم المهرجانـات وأسابيـع الكتب وجوائزها أثارت الاهتمام بهذا الأدب (3) تحول كبار الكتاب للأطفال أمثال “والتراموند” و”راشيل فبلد” و”أشير فوربس” و”جون مانسفليد” و”كارل ماندبرج” و”باوفوكس” وغيرهم.

وعن أدب الطفل تذكر الكاتبة أن انتشار هذا اللـون الأدبي الموجـه للصغـار ظهر على يد “صمويل جودريتش” في حكايته “بيتربيلي” عام 1827 م ثم كتابات “جاكوب أبوت” سنة 1832، وفي الفترة الممتدة بين 1840م – 1850م ظهـر التأثيـر الألمانـي من خـلال ترجمـات “حكايـة جريـم”.

لقد اهتم الأدباء في الغرب بأدب الطفل، وجعلوا ثقافة الطفل حق من حقوقه كحـق الحيـاة، والغـذاء والدواء، ولـم يغفلـوا تلك اللعـب التي تقوّي إدراكهم بالأشياء التي تحيط بهم وبعالمهم المليء بالغرائب والعجائب.

وظلّ كاتب أدب الطفل يدرك تلـك المهمـة الصعبـة في عمليـة الكتابة للطفل من حيث اللغة والأسلوب والمادة المراد تقديمها شعرا أو قصة هادفة.


هوامش

(1)  children and literature   virginia  haviland – أدب الطفل –  لفيرجينيا هافليلاند .

(2) ثقافة الأطفال د / هادي نعمان ص164

(3) الأدب وبناء الإنسان للدكتور علي الحديدي ص 241

مقالات ذات علاقة

أحمد ضياء يكتب عن مسرح الصدمة

المشرف العام

ارحل يا عام

المشرف العام

وفاة الناقد الجزائري عبد الملك مرتاض

مهنّد سليمان

اترك تعليق