الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
استضاف جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس محاضرة للدكتور الباحث “علي دقدق” التي جاءت بعنوان (صحيفة طرابلس الغرب 1943-1951م من أخبار السعداوي بك)، وذلك صباح يوم السبت 19 من شهر نوفمبر الجاري بدار حسن الفقيه حسن، وسط حضور كبير بقاعة عبد المنعم بن ناجي، أدار وقدم المحاضرة الكاتب “عبد المنعم سبيطة”، وأضاء الدكتور دقدق على ما نشرته صحيفة طرابلس الغرب من أخبار ومقالات عن الزعيم الراحل “بشير بك السعداوي” خلال الفترة الممتدة من عام 1943 وحتى عام 1953م، حيث عرض الباحث مجموعة من الشرائح الضوئية لمقتطفات مما احتواه كتابه الذي سيصدر خلال الأيام المقبلة المعنون(أخبار الحاضرة من صحيفة طرابلس الغرب) عن مكتبة طرابلس العلمية العالمية لعام 2022م، ويضم الكتاب أكثر من 2100 اسم منها ما لا يقل عن 1700 اسم عربي ليبي و17 مدرسة إبتدائية، و25 محلة، و9 أندية رياضية.
السعداوي يتصدر العناوين الأولى
واستعرض المحاضر في سياق حديثه باقة من العناوين والمانشتات المنشورة بصحيفة طرابلس الغرب عن الزعيم السعداوي وأنشطته السياسية، والوطنية، والثقافية يذكر منها خبر صدر بشهر مارس عام 1946م يعلن عن نية “بشير السعداوي” العودة للوطن بعد سنوات من الغياب والنفي، وفي تتمة الخبر الإدارة العسكرية الإنجليزية بطرابلس لا تجد أي مانع من زيارة السعداوي للبلاد بل أنها وعدت بتقديم كافة التسهيلا الممكنة أثناء زيارته، ويتوقف المحاضر عند خبر آخر تضمنه ذات العدد يفيد بأن “سانديسن” المستشار الخاص لوالي طرابلس يصرح أن وجهتيّ نظر كل من الأمير “محمد إدريس السنوسي” والشيخ “بشير السعداوي” متفقتان كل الاتفاق حول مصير ومستقبل ليبيا، واحتفاء بعودة السعداوي تصدّر عنوان عريض الصفحة الرئيسة لطرابلس الغرب يشير لـ(زيارة الزعيم الليبي العظيم بشير بك السعداوي لوطنه).
زيارة هيئة تحرير ليبيا لطرابلس
فيما عرضت صورة جمعت بين “بشير بك السعداوي” والزعيم “أحمد بك المريّض” في شهر يونيو من عام 1946م، وفي عدد شهر سبتمبر من العام ذاته نشر خبر حمل عنوان (وفد ليبيا إلى مؤتمر الصلح)، وعند شهر نوفمبر عام 1946م خبر يؤكد رسالة من السعداوي تفيد بزيارته للندن قريبا على رأس الوفد الليبي للجبهة الوطنية المتحدة، وعنوان آخر يبرز في صدر الصفحة الأولى لطرابلس الغرب يعلن عن قرب زيارة هيئة تحرير ليبيا لمدينة طرابلس فبراير عام 1948م يترأسها السعداوي، بينما نقرأ في عدد 27 فبراير احتجاج هيئة تحرير ليبيا على موقف روسيا من القضية الليبية، في المقابل نطالع خبرا يشير إلى اقتراح روسيا بتقسيم ليبيا والوصاية على أراضيها مؤقتا، خبر آخر أيضا يعنون (الطرابلسيون كانوا على استعداد للمنادة بامارة السنوسي)، يليه عنوان ثان صدر بتاريخ نوفمبر 1948م (برقية إلى هيئة تحرير ليبيا بشأن اعانة الجامعة العربية لفقراء طرابلس).
عناوين ما بين السعداوي والسنوسي
كما نطالع كذلك صورا تظهر حشود كبيرة تملأ شوارع مدينة طرابلس تحتج على ما سمي وقتذاك باتفاق (بيفن-سفورزا)، من جهة أخرى يتصدّر عنوان زيارة الأمير “إدريس السنوسي” طرابلس الصفحة الأولى لطرابلس الغرب تحت عنوان (طرابلس تستقبل سمو الأمير المعظم استقبالا رائعا)، وفي خبر متوالي (السعداوي يهنئ الأمة الليبية بالاستقلال)، وبتاريخ فبراير 1950م نقرأ أيضا خبرا عن إقامة نادي الاتحاد الرياضي حفلا كبيرا على شرف السعداوي” تحت عنوان (حفلة شائقة في الحمراء يقيمها نادي الاتحاد على شرف بشير بك السعداوي)، بينما نطالع خبر مقابل بعنوان (سمو الأمير السنوسي يوافق على إقامة حكومة محلية بطرابلس، ويترك لبشير بك السعداوي مهمة الاتفاق عليها مع الزعماء الطرابلسيين والإدارة البريطانية)، ومما برز على الصفحة الأولى لطرابلس الغرب الخبر الرئيس الذي يزف للجماهير إقرار الجمعية الوطنية الليبية الاجماع على إعلان “محمد إدريس السنوسي” ملكا دستوريا على ليبيا.