الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
أقامت القاصة والباحثة الليبية “آسيا الشقروني حفل توقيع لمجموعتها القصصية الأولى المعنونة (تمهيد للا شيء) الصادرة عن مكتبة طرابلس العلمية العالمية عام 2022م، وذلك مساء يوم السبت 19 من شهر نوفمبر الجاري، برعاية حزب نداء القرضابية بحي الأندلس طرابلس، وسط حضور لفيف من الكتاب والشعراء والمثقفين والمهتمين، وألقت الشاعرة “هناء المريّض” ورقة أكدت فيها أن الأنثى هي التفاصيل وهيهات أن تسمح التفاصيل للاشيء بالعبور فكان اللاشيء إجابة تنبئ بضخامة السبب، وكان اللاشيء عجز اللغة عن الإتيان بما يفي بهول المعنى وفداحة الألم، وأشارت المريّض في ورقتها إلى أنه لكي تعي (تمهيد اللاشيء) عليك أن تكون ابنا بارا للتفاصيل، وترى بأم قلبك الحقيقة مترامية على الورق، مؤكدا بأن الابن البار للتفاصيل لابد أن يمشي بين الناس مزهوا، وخنجر الغياب مطعون في خاصرته، فيما عيناك تجيب السائلين إنه لا شيء، وأوضحت المريّض أنه لمن السهل أن نقرأ ونحكم على حقيقة الآخرين، إنما من الصعب جدا أن نخطو خطوات واسعة أهبة لقفزة تكون بها بعد اللاشيء كما كنا قبله، واختتمت بالقول : قصص قليلة العدد، متفاوتة النضج متغايرة المغزى، متوحدة الهم والشاغل، ثابتة الحقيقة، إلا أنها مجرد تمهيد للاشيء في حقيقة آسيا الشقروني.
الاستعداد الفطري للكتابة
كما ألقت الروائية “عائشة إبراهيم” ورقة جاءت بعنوان (التمهيد إلى اللاشيء، ومحاولة القبض على الأحلام الهاربة) حيث أشارت من خلالها أنه في العادة تخضع رغبتُنا في الكتابة عن عمل إبداعي ما، إلى الأثر الذي يتركه فينا هذا العمل، مؤكدة بأن كتابةُ نص أدبي يرتقي بالشروط الفنية ليس أمراً سهلا، إذ يعتمد على الكثير من التقنيات، إضافة إلى الاستعداد الفطري للكتابة، موضحة أن ما يمكننا أن نتفقَ عليه هو أن أفضلَ معيار لقياس جودة النص الأدبي هو مدى ما يتركه فينا من أثر وما يظل عالقاً بذاكرتنا من صور ومشاعر وانفعال وتوترٍ وتساؤلات، وأردفت قائلة : ببساطة النص الجيد هو القادر على أن يلامس فينا المشتركَ الإنساني، أن يجعلَنا نحزن أو نبتهج أو نتساءل أو نستغرق في حالات التوتر دون أن نستطيع منه الفكاك.
فيما أضافت أن تمهيد للاشيء، مجموعة قصصية تتكون من خمسة عشر قصةً تشكل في مجملها تجربةً من الانغماس في حالة من المتناقضات، فالعنوان مثلاً جاء غامضاً ومحيلاً إلى تأويلات مبهمة، تتفاجأ بعد الانتهاء من القراءة أنه يحمل نقيضه تماماً فهذا اللاشيء في الحقيقة هو سيرورة حياة المرأة وحالةُُ وعيها الذاتي بحركة إيقاع الحياة، والأدوارُ المتكاملة والمتوازية والمتقاطعة بينها وبين الشريك الرجل.
تدشين صالون خديجة الجهمي الثقافي
من جانب آخر أعلنت السيدة “فاطمة حقيق” مدير عام مكتبة طرابلس العلمية العالمية عن تدشين صالون خديجة الجهمي الثقافي المنبثق عن حزب نداء القرضابية متوجهة بالشكر والتقدير للسيد “علي زيدان” رئيس الحزب على رعايته واحتفائه بالعمل النسوي، مشيرة إلى أن السيدة “خديجة الجهمي تمتعت بعقلية سبقت الزمن بأجيال فتعددت أنشطتها وتشعبت، وكأنها خديجات في خديجة، لتتميّز أساليبها بالإقناع المنطقي الهادف، والسهولة في تناول الأمور حتى كأنها تقنعك بأنها تنطق بلسانك، مردفا بالقول : كل ذلك في إطار اجتماعي شائك لم يعرف للمرأة إلا المحدودية والسلبية أو الإيجابية المقيّدة، وأضافت : ماما خديجة الجهمي رحمها الله عرفتها منذ حداثتي وعرفتها في شبابي عرفتها برحابة صدرها الذي وجهني إلى شاطئ الحياة، كانت قلبا يتسع للدنيا كاملة بل تضيق عنها الدنيا، ألوذ بكنفها فتحتويني فقد عرفتها صحفية بارزة متواضعة، وكاتبة تعرف تقاليد الكتابة على اختلاف فنونها، وشاعرة صادقة الأحاسيس نافذة المشاعر، وفي ختام الأمسية بادرت القاصة والباحثة “آسيا الشقروني” بتوقيع نسخ من مجموعتها القصصية ممهورة باهداء للحضور والضيوف.
2 تعليقات
شيء مقلق أن تكون السياسة وراء حفل توقيع شعري وصالون ثقافي!!
.
ألا يفترض أن تكون هذه مهمة وزارة الثقافة أو أحد مكاتبها أو مجلس الثقافة العام أو الدار الوطنية للكتاب أو دور نشر الكتب عامة … إلخ؟
نشكر مرورك الكريم…