ظلال:
تباطأت خطواته.. توقف عن المسير.. وتوقف ظله معه.. نظر إلى قرص الشمس.. وتحسس جبهته المبللة بالعرق.. قال يحدث نفسه:
ما فائدة ظل يلازمني ولا يقيني وهج الشمس المحرقة؟
واصل المسير.. تبعه ظله.. اتجه نحو شجرة كبيرة تلقي بظلالها على الأرض.. جلس إلى جذع الشجرة.. بحث عن ظله ولم يجده.. اختفى ظله في ظل الشجرة.
مرايا:
تطلع إلى المرآة.. وتأمل الآخر الذي يقابله.. كان يحمل ملامح
وجه يعرفه جيداً.. ابتسم.. وابتسم الآخر.. حرك رأسه يمنة ويسرة.. وقلده الآخر.. قال له:
أنت وجهي الذي أحمله معي ويعرفه الآخرون.. فالمرآة لا تزيف الوجوه.. لكنها لا ترى وجهي الآخر.
عودة:
راودت خوفها بالتوسل إليه أن يبقى.. أغلق الأبواب دون كلماتها..
انفجرت دموعها شلالاً يتدفق من مجرى أحزانها.. حمل حقائبه وغادر..
بعد أن تجرع كأساً من شراب الذاكرة قال:
سأعود إليها يوماً ما.. كي أسند رأسها فوق وسادة الهدوء.. قبل بلوغي المحطة الأخيرة.
أزهار:
كان يبحث عن زهرة لا تذبل ليهديها إليها.. تجول في كل البساتين.. يتأمل الأزهار.. سأل كل بستاني قابلة.. وكل بائع أزهار.. عن زهرة لا تذبل.. تأسف الجميع.. وتألم هو.. لأن عمر الزهور قصير. قرر أن يهديها قلبه الكبير.. لأنه توأم لزهرة لا تذبل.