الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون أمسية ثقافية ضمن الموسم الثقافي لعام 2022م، أُستضيف فيها الفنان القدير “يوسف الكردي”، وذلك مساء يوم الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر الجاري بفضاء حوش محمود بي بالمدينة القديمة طرابلس بحضور ثلة من الكتاب والأدباء والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي والفني في ليبيا، وقدم وأدار الأمسية الكاتب “مفتاح قناو” ويجيء هذا اللقاء تزامنا مع مرور ستون عاما على اعتلاء الفنان “يوسف الكردي” رُكح المسرح بأول عمل مسرحي عام 1962م، من جانبه تحدّث الفنان الكردي مستطردا حول مسيرته التمثيلية في المسرح والسينما والتلفزيون حيث كانت بواكير انطلاقته الفنية من المسرح المدرسي ومن قبلها مع فن (القراقوز) والإذاعة المسموعة وأضاف الكردي أننا نهلنا كثيرا من المدرسة ومن المناهج الدراسية أوان ذاك الزمن.
بواكير الانطلاقة الأولى
وشاءت الصدف حين استمعنا عبر المذياع لإحدى التمثيليات وأردف الكردي أنه حاول رسم ملامح من حرب الجزائر في حصة الرسم بالمدرسة فاندهش المعلم سائلا إياه من كيف رأيت حرب الجزائر لترسمها على كراستك ؟ فأجبته بأني قد شاهدتها في الردايو ؟ وعلت علامات الاستغراب وجه المعلم لينفجر أقراني بالفصل ضاحكين على ما قلته ، وتابع : ذهب المعلم بدوره إلى السيد “مختار الفزاني” يخبره أن بما قلت ليؤكد له بأن الأذن تعشق قبل العين أحيانا، وأشار الكردي أن هذا الموقف شكل له منعطفا جعل الآخرين يلتفتون لموهبته وقدرته على التخيّل فبدأت أخوض سلسلة من التمثيليات التي كانت تقام وتعرض على مسرح المدرسة .
أضواء المسرح
فيما واصل الفنان “يوسف الكردي” سبر أغوار ذكرياته متوقفا عند محطة تأسيس فرقة المسرح الحر بطرابلس مشيرا إلى أن أغلب أعضاء فرقة المسرح كانوا زملاءه في الدراسة مثل علي بودراعة وعلي الخميسي، ليقترحوا عليّ فكرة الإنضمام للفرقة بمعيتهم واقتضى التحاقي بالفرقة الانخراط بدورة تدريبية وقد كان وتتلمذت على يد المخرج المصري وهو الأستاذ “محمد عبد العزيز” وسرعان ما توطدت علاقتي بالمخرج حتى أسندت إليّ عدة مهام كتسجيل الحركة والتلقين إضافة لمهام أخرى، وجميع بورفات المسرحية كنّا نجريها في بسرح الكاتدرائية في ميدان الجزائر وقتذاك، وأردف قائلا إن تغيّب أحد أعضاء الفرقة في أحد الأيام دفعني لأن أطلب المخرج لكي يمنحني فرصة دوره في المسرحية، وبالفعل شرعت في التدريب على إتقان الدور حتى أشاد بأدائي المخرج، لتكون مسرحية (الأسطى خربوشة) أول عهد لي بالمسرح، فيما تطرق لتجربته بمسرحية (الأقنعة) للمؤلف والمخرج “محمد عبد الجليل قنيدي” ودور (الكلب) الذي لعبه متحدثا عن دراسته لأبعاد الشخصية بذهابه للطبيب البيطري حتى يفهم ويُحسن أداء هذا الدور.
فنان إنقاذ المواقف
من جهة أخرى عُرف الفنان “يوسف الكردي” عبر مسيرته بأنه فنان إنقاذ المواقف للكثير من المسرحيات، وتناول الفنان الكردي جزئيات من مجموعة من تلك المواقف التي وضعته في دور المنقذ لعدد من الأعمال لاسيما المسرحية منها غالبا لتغيّب أصحاب الأدوار الرئيسة أو تعذر حضورهم لسبب أو لآخر فلكي يُستكمل العمل جسّدت بعض الأدوار إنقاذا لإستمرارية العمل، كما أضاء الفنان “يوسف الكردي” على تجربته التلفزيونية والسينمائية من خلال مسلسل بصمات على جدار الزمن وبعثة الشهداء، الجدير بالذكر أن الفنان “يوسف الكردي” من مواليد بلدة يفرن بجبل نفوسة عام 1945م وتربى وترعرع في أزقة المدينة القديمة بطرابلس وتحديدا في زنقة الفنيدقة، ويعد الفنان الكردي من الفنانين البارزين اللذين ساهموا في إثراء الحركة المسرحية والفنية في ليبيا لعقود طويلة.