طيوب عربية

حوامدة: الحداثة ضرورة كي لا تنقرض اللغة والعربية لغة حية.. مثقفون عرب ينكرون “سايكس بيكو” ويطبقونها

الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة (الصورة: عن الشبكة)
الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة (الصورة: عن الشبكة)

بدعوة من منتدى حرمون الثقافي في اسطنبول، أحيا الشاعر موسى حوامدة أمسية شعرية مساء الثلاثاء الماضي، في قاعة المركز في منطقة الفاتح حضرها عدد من المهتمين والعرب المقيمين في تركيا، قدمته خلالها وأدارت الحوار الإعلامية التركية السورية أسماء صائب أفندي والتي قالت في تقديمها: الشاعر الجدلي، الشاعر المشاكس، أو الصوت الثائر في الأدب والحب، وبعبارة أكثر وضوحًا الشاعر الحر، الذي عشق الحرية وكتب عن الحب والمكان والوجود، كلمات وجدتها مناسبة لتقديم الشاعر الفلسطيني موسى حوامدة.

وأضافت أفندي: (غالبًا ما يؤثر فيمن حوله، وقليلًا ما يتأثر بغيره)، له العديد من دواوين الشعر المطبوعة، منها شغب، تزدادين سماء وبساتين، شجري أعلى، سلالتي الريح وغيرها، في قصيدته “سأمضي الى العدم” وقف بطريقته الخاصة على الماضي والمكان والأفكار ورؤيته للوجود وهو المترع بمشاهداته وذكرياته المرتبطة بالأرض والتاريخ، فهو ابن وطن احتلته اسرائيل، وقد أثر ذلك في تشكيل ثوريته وفلسفته، ورؤيته للوجود، كشاعر يرفض التقليد في الشكل والمضمون، وفي تكوين مخيلته الشعرية وصقلها، ففي قصيدته “غريبة عني حلب”، نرى حضور التاريخ والجغرافيا والأماكن وفلسفة الوجود، لكن عين الشاعر ترى كل ذلك بصورة أخرى.

 ثم قرأ الشاعر موسى حوامدة عدة قصائد من بينها، حكمتي القديمة، غريبة عني حلب، بومة على شرفة القصيدة، سوريا كانت حلم الإله الأول، قاطع طريق، وسأمضي إلى العدم.

بعد ذلك جرى حوار موسع طرحت فيه المقدمة وعدد من الحضور العديد من الأسئلة حول اللغة والهوية، قال فيه حوامدة: أن دخول الاحتلال الإسرائيلي على بلدته وبدء سماعه لغة غريبة على اللغة العربية، ومحاولة اسرائيل تغيير أسماء المدن والاماكن العربية، جعلته يتمسك بلغته الام أكثر، وهي اللغة التي يعتز بها والتي امتدحها إدوارد سعيد الذي كان يكتب باللغة الانجليزية.

وحول قدرة اللغة العربية على البقاء والاستمرار قال حوامدة: إن اللغة العربية لغة حياة، ليس لأن القرآن الكريم نزل بها فقط، فقد كان من الممكن أن تتحول اللغة إلى لغة عبادة كما تحولت بعض اللغات الأخرى التي كتبت بها الاناجيل، لكن اللغة العربية لغة قوية، ترفض الفناء والانقراض.

 وقد ضرب مثالين على ذلك، فقد ظل الحكم العثماني في بلادنا أكثر من خمسة قرون، ومع ذلك لم تتأثر اللغة العربية، وظلت لغة يومية متداولة، بينما أثرت على اللغة التركية وأدخلت فيها ما يزيد على ستة الاف كلمة عربية، كما أثرت على لغات أخرى مثل الفارسية والإسبانية، وغيرهما.

 أما قوة اللغة العربية في النموذج الثاني فتتمثل ببقائها لدى فلسطيني ال48 والذين ظلوا متمسكين بلغتهم القومية، رغم أن الاحتلال الإسرائيلي سعى ويسعى إلى تدريس وتعليم اللغة العبرية وفرضها على العرب هناك.

وقال: اللغة هي الوطن، فحيث تصل لغتي، ترتسم حدود وطني، واستغرب أن العديد من المثقفين العرب، والنخب العربية  يرفضون سايكس بيكو لكنهم متمسكون بالحدود التي رسمها، وهناك سعي لتكريس هويات فرعية اعتبرها هويات زائفة لا تشكل بديلا عن الهوية الام.

وقال أنه ابن سوريا الطبيعية، وذكر د. جمال حمدان وحديثه عن عبقرية الجغرافيا، وأن بلاد الشام وحدة جغرافية واحدة، لا يمكن تفتيتها، وهي تشكل مكونًا من مكونات العالم العربي.

ورغم اعتراض البعض على حداثة القصيدة العربية ومطالبته بالشعر التقليدي والحماسي قال موسى حوامدة: إنه لا يطالب بقطع الصلة مع التراث بل المواصلة معه شريطة ألا نظل أسرى الماضي، والحداثة الشعرية أمر ضروري لتستمر اللغة في التطور، وما دام هناك شعر يكتب في أي لغة فهي لن تموت.

وأكد أنه لم يعد مقتنعا بالشعر الحماسي المباشر، وان الشرط الجمالي ضروري في الكتابة الشعرية، وفي قصيدة النثر، التي وإن تخلت عن الوزن والعروض الخليلي لكنها بحاجة إلى ابتكار أدوات جديدة وطرق تعبير مختلفة.

مقالات ذات علاقة

جزئية النحو والحزن

زيد الطهراوي (الأردن)

الوجه الآخر لابتهال القرنفلة

زياد جيوسي (فلسطين)

لا حاجة للشمس

المشرف العام

اترك تعليق