المقالة

الكاريكاتير… الفكرة والرسم وخيري الشريف

يسري عبدالعزيز

الفنان خيرية الشريف صحبة الأستاذ يسري عبدالعزبز
الفنان خيرية الشريف صحبة الأستاذ يسري عبدالعزبز

الكاريكاتير من الفنون التشكيلية المحببة لدى الناس.. ليس فقط لأنه يضحكهم من خلال نقده الساخر من واقع الحال.. وإنما أيضا لقدرته على التعبير عنهم وعن همومهم والبوح بما يختزنونه في صدروهم حين يصوب نقده نحو الأخطاء لغرض اصلاحها.. ونحو المشاكل للتنبيه عنها وحلها…

وليحقق رسام الكاريكاتير ذلك عليه أن يبدع في اختلاق الفكرة التي سيسعى من خلالها للتواصل مع المتلقي بطريقة واضحة يمكن للجميع استيعابها وفهم مغزاها بسهولة ويسر مهما اختلفت مستويات ثقافتهم.. فن الكاريكاتير اذن قائم على اختلاق الرسام للفكرة المعبرة عن الموضوع المستهدف ثم تنفيذها برسم جمالي معبر عنها يخترق احاسيس المتلقي فيتقبل الفكرة ويتجاوب معها.

من وجهة نظري ان البحث عن الفكرة المعبرة والمناسبة هو المرحلة الأصعب في كل كاريكاتير ينشر.. وإنها هي ما يميز رسام كاريكاتير عن الآخر أكثر مما يميزه الرسم.

من أعمال التشكيلي خيري الشريف
من أعمال التشكيلي خيري الشريف

كمثال على اهمية الفكرة.. لعل البعض منكم يتذكر الكاريكاتير اليومي الذي كان ينشر منذ عقدين أو ثلاثة عقود في صحيفة الأخبار المصرية والذي كان قائما على ابداع شخصين لا واحد.. الفكرة ويضعها الكاتب الساخر أحمد رجب والرسم وينفذه رسام الكاريكاتير المبدع مصطفى حسين.

أحد رسامي الكاريكاتير ممن يمتلكون الموهبة والقدرة على اختلاق الفكرة وتنفيذها بإتقان هو الصديق الفنان “خيري الشريف”.. كثيرا ما اعجبتني افكار خيري المعبرة عن مواضيع رسومه الكاريكاتيرية التي يشتقها من واقعنا المعاش وعن قدرته من خلالها على ارسال رسالة يجد فيها المتلقي تعبيرا عما في نفسه من حكم أو رأي أو وجهة نظر تخص حياته وما يراه حوله من احداث ومواقف.

لا شك أن خيري الشريف اليوم هو واحد من أفضل رسامي الكاريكاتير في بلادنا بفضل موهبته وخبرته الطويلة في مجاله والتي بدأت مع بداية عمله في الصحافة سنة 1979.. فمنذ تلك السنة عرفت رسوماته طريقها نحو صفحات صحف الفجر الجديد والأسبوع الثقافي والميزان وأويا ومجلة الثقافة العربية.. واليوم تنشر رسوماته الكاريكاتيرية في صحيفة الوسط وموقع بوابة الوسط.

من أعمال التشكيلي خيري الشريف
من أعمال التشكيلي خيري الشريف

خيري ليس رسام كاريكاتير فقط بل هو أيضا رسام تشكيلي ونحات وله اعمال جميلة في كلاهما.. وقد عرضت أعماله في عدة معارض داخلية في طرابلس… واخرى خارجية في كل من: بغداد، البصرة، كردستان العراق، تونس، صفاقس، القاهرة، اثينا، لشبونة، روما، بوخارست.

لقاءاتي وأحاديثي مع خيري كصديق وفنان لها رونقها الخاص.. فهو متابع جيد لشئون الحياة وللفن ولأحداث الوطن.. وله رأيه في كل ذلك وهو رأي نابع من تجاربه الشخصية ومن سعة اطلاعه ومتابعته للوقائع ليكون زادا من المعرفة تنعكس خلاصته على ما يرسمه.

أقولها باختصار الحديث مع صديقي خيري الشريف الفنان والإنسان لا يمل.

مقالات ذات علاقة

11 سبتمبر.. يوم تكريس الاسلاموفوبيا

ميلاد عمر المزوغي

التعصب والعنصرية لدى الشعب الليبي

عمر أبوالقاسم الككلي

مسقط وحكاية «واتس آب»

فاطمة غندور

اترك تعليق