“إلى الفنان علي العباني”
تسندُ رأسكَ على قبضةِ شِمالكَ
كصولجانِ ملكٍ مَهيب
وترنو من خلفِ نظارةٍ شفيفةٍ
كمجهرٍ للفضاء
بباصرةٍ متاحاً لها مالايتاح
من سرِّ الأفقِ
وكنهِ الفلسفة
ومقاربةِ البرونوغرافيا
وبروحٍ يُسرى بها إلى ماوراءِ الغيب
على بُراقٍ سُخِّرَ له قزحُ اللون
وبصمةُ الضوء،
وبصيرةٍ مكشوفاً لها حجب الله
بنبوةٍ تعكس وحيهُ رؤيةً للتأمل
وحكمةً للقراءة
وقبساً للإكتشاف
تجلس بين الناس كمبعوثٍ حييٍّ
ورسولٍ زاهدٍ في الولاء
لكنكَ مشّاءٌ وحدكَ في مناكبها
كلما جُنَّ الظلامُ
وعسعسَ الليلُ
وتفتقَ الفجرُ
وأينعت بواكيرُ الصباح
لتُلهمَ قوامٌ خاصٌّ بكَ من نهارٍ جليّْ
لكَ جبريلكَ المندهشُ من تلقيكَ
كلما دخلَ عليكَ محرابكَ
أو مرَّ متنكراً إليكَ في زحامِ
مريديكَ
وفي جلبةِ عشاقكَ
وتغفو ملءَ جفونكَ عن شواردها
بسيطاً وشفيفاً ومتواضعاً
فتحفُّكَ الملائكُ هاتفةً :
بخٍ بخٍ
بكَ ياعلي،
لأنكَ آمنتَ
فأبدعتَ
فأمِنتَ
فنمتَ
_______________________________
زليتن 7 أيلول 2018 م